المتنبي واللقاء الرابع
السلام عليكم أبا الطيب فقال:
وعليكم السلام...
فقلت: ما عندك اليوم؟...لقد أولمتَ وقمت َبخير ضيافه..لكن معدتي تؤلمني من طعامكم...قديد وعصيد
وبر وسمن وعسل..فقال سأغلي لك قيلا من الأقحوان والبردقوش.
فشربت منه قدحين وتعافيت
فسأل:وما تأكلون بحقبتكم..فقلت
الزيت والزعتر والفلافل والحمص والفول..وبعضنا يأكل الهامبرغر
فقال وما ذاك..فقلت له لحوم سيئه وموضوعة في خبز تعلموها من أمريكا...فقال وما أمريكا؟
فقلت دولة تأسست من قطاع الطرق ومن حثالات الأرض فقال احمد الله بأني لم أرها
فقلت إن الله جدير بالحمد
فقال: هل لك أن تساجلني فقلت: ولم لا..ولكن أنا لست ندك..فقال انها تسلية الشعراء فجد بما لديك
فقلت لم لا ...فقال قصيدتي عن كافور...فقلت أما زلت في حقد عليه فقال:بلى
فقلت ما رأيك بأن أصلح بينكما؟ فلم يقبل بذلك...فقلت ابدأ بالسجال إذاً
فقال:
عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيد
ُبمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ
قلت
فأيُّ عيدِِ ٍإذا ما العيدُ تنكيدُ
من قالَ أنَّ بدارِ العُربِ لي عِيدُ
قال
أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ
فَلَيتَ دونَكَ بِيداً دونَهَا بِيدُ
قلت
في العيدِ ذِبْحٌ لنا لم يُنْسَ مَقصدُهُ
ليثُ العراق ِ وإنَّ الكلَّ مقصودُ
قال
لَوْلا العُلى لم تجُبْ بي ما أجوبُ بهَا
وَجْنَاءُ حَرْفٌ وَلا جَرْداءُ قَيْدودُ
قلت
همُ الصِّغارُ ومنْ جهلِِ الصِّبا فَرِحوا
والعيدُ للناس تقتيلٌ وتشريدُ
قال
وَكَانَ أطيَبَ مِنْ سَيفي مُعانَقَةً
أشْبَاهُ رَوْنَقِهِ الغِيدُ الأمَاليدُ
قلت
كيف السُّرورُ ومّنا الدار ضائعةٌ
وصرحُ أمجادِنا في ُالدّار مَهدودُ
قال
لم يَترُكِ الدّهْرُ مِنْ قَلبي وَلا كبدي
شَيْئاً تُتَيّمُهُ عَينٌ وَلا جِيد
قلت
ماذا جنينا وحربُ الجهلِ قد رجعتْ
كالنار ِتأكلنُا والماءُ مفقود
قال
ُيا سَاقِيَيَّ أخَمْرٌ في كُؤوسكُما
أمْ في كُؤوسِكُمَا هَمٌّ وَتَسهيدُ؟
قلت
وكلُّ طيرٍ غريبٍ جاء روضَتنَا
وإنَّما طيرُ روضُ الدارِ مطْرودُ
قال
أصَخْرَةٌ أنَا، ما لي لا تُحَرّكُني
هَذِي المُدامُ وَلا هَذي الأغَارِيدُ
قلت
لا تأمننَّ عُداة الدارِ في زمنٍٍ
إنَّ العدوَّ لَخدَّاعٌ ورِعديدُ
قال
إذا أرَدْتُ كُمَيْت َ اللّوْنِ صَافِيَةً
وَجَدْتُهَا وَحَبيبُ النّفسِ مَفقُودُ
قلت
عيش ٌعجيبٌ وقد قاسيت ُ أعجبهُ
الحرُّ مزدَجَرٌ والنذلُ عربيدُ
قال
ماذا لَقيتُ منَ الدّنْيَا وَأعْجَبُهُ
أني بمَا أنَا شاكٍ مِنْهُ مَحْسُودُ
قلت
لا تَرهبنَّ من الموتِ الزؤامِ إذا
أتاكَ في ليلةِِ فالنَّبضُ مَعدود
قال
أمْسَيْتُ أرْوَحَ مُثْرٍ خَازِناً وَيَداً
أنَا الغَنيّ وَأمْوَالي المَوَاعِيد
قلت
كم مِن جنازةِ قومِِ قد تَمُرُّ بِنا
الشَّيخُ يَحمِلُها والمَيْتُ مَولودُ
قال
ُإنّي نَزَلْتُ بكَذّابِينَ، ضَيْفُهُم
ُعَنِ القِرَى وَعَنِ الترْحالِ محْدُودُ
قلت
عيدي هُو َ الغزو للأعداءِ مقتحماً
والشُّقرُ خيلٌ عَدَتْ والبيض والسُّودُُ
قال
جودُ الرّجالِ من الأيدي وَجُودُهُم
ُمنَ اللّسانِ، فَلا كانوا وَلا الجُودُ
قلت
عيدي على سرج خيلٍ لا عداد لها
للقدس وجهتُها والوِردُ مورودُ
قال
...............................
ما يَقبضُ المَوْتُ نَفساً من نفوسِهِمُ
إلاّ وَفي يَدِهِ مِنْ نَتْنِهَا عُودُ
قلت
وكيف تسمو بدارٍ لست تَحفظها
والظهْرُ منكَشِفٌ والكَفُّ ممدودُ
قال
أكُلّمَا اغتَالَ عَبدُ السّوْءِ سَيّدَهُ
أوْ خَانَهُ فَلَهُ في مصرَ تَمْهِيدُ
قلت
هُناكَ عَبدٌ منَ الإفرنج يحكُمُنا
تؤولُ للعَبدِ في الحُكمِ المقاليدُ
قال
صَارَ الخَصِيّ إمَامَ الآبِقِينَ بِهَا
فالحُرّ مُسْتَعْبَدٌ وَالعَبْدُ مَعْبُودُ
قلت
كنا الأسودُ وأما اليومَ من غنمٍ
والكلُّ يذبحنُا والشهمُ مفقودُ
قال
نَامَتْ نَوَاطِيرُ مِصرٍ عَنْ ثَعَالِبِها
فَقَدْ بَشِمْنَ وَما تَفنى العَنَاقيدُ
قلت
ومصرَ كافور ذُلٍِّ سوف يحكُمُها
فقيرُها جارَهُ القبرين والدُّودُ
قال
العَبْدُ لَيْسَ لِحُرٍّ صَالِحٍ بأخ
ٍلَوْ أنّهُ في ثِيَابِ الحُرّ مَوْلُودُ
قلت
وابن اللقيطةِ في الأقصى يُعذِّبُنا
والعُرْبُ تلهو وما في الحربِ مجهودُ
قال
لا تَشْتَرِ العَبْدَ إلاّ وَالعَصَا مَعَهُ
إنّ العَبيدَ لأنْجَاسٌ مَنَاكِيد
قلت
ليَت العصا نَفَعتْ سودٌ صنائعُنا
تسودُّ بيض إن البيضَ لي سُودُ
قال
ُما كُنتُ أحْسَبُني أحْيَا إلى زَمَنٍي
ُسِيءُ بي فيهِ عَبْدٌ وَهْوَ مَحْمُود
قلت
لو عشت في زمني كنتَ التعيسَ بهِ
الَّشرُ مفخرةٌ والخيرُ مَحدودُ
قال
ُولا تَوَهّمْتُ أنّ النّاسَ قَدْ فُقِدوا
وَأنّ مِثْلَ أبي البَيْضاءِ مَوْجود
قلت
فكيفَ أنت إذا تَلقى رُويبِضة
والحقد والجور والإذلال موجوُدُ
قال
ُوَأنّ ذا الأسْوَدَ المَثْقُوبَ مَشْفَرُهُ
تُطيعُهُ ذي العَضَاريطُ الرّعاديد
قلت
فإنَّ عصري به الأوهى بِمََنزِلةٍ
نَذلٌ بساح الوغى في السِّلم نمَرودُ
............................ِ.........
قال
جَوْعانُ يأكُلُ مِنْ زادي وَيُمسِكني
لكَيْ يُقالَ عَظيمُ القَدرِ مَقْصُود
قلت
عهدي كعهدَك لو ما كنتَ تشهدُهُ
النذلُ منطلقٌّ وأما الحرُّ مَصفودُ
قال
ُوَيْلُمِّهَا خُطّةً وَيْلُمِّ قَابِلِهَا
لِمِثْلِها خُلِقَ المَهْرِيّةُ القُودُ
قلت
وسارقُ زاد شعب ٍ كي يُؤلِّهَهُ
والسهل مقبرةٌ والقبُر أُخدودُ
قال
وَعِنْدَها لَذّ طَعْمَ المَوْتِ شَارِبُه
ُإنّ المَنِيّةَ عِنْدَ الذّلّ قِنْديد
قلت
إن المنايا بوقت العَركِ َتعرفُني
ولو بأنَّ طريق النصر مَسدودُ
قال
ُمَنْ عَلّمَ الأسْوَدَ المَخصِيّ مكرُمَة
ًأقَوْمُهُ البِيضُ أمْ آبَاؤهُ الصِّيد
قلت
وبيتهمْ أبيضٌ والسُّودُ تحْكُمُهُ
فكيف جاءَ إلى ماخُورِهم ْجُودُ
قال
ُأمْ أُذْنُهُ في يَدِ النّخّاسِ دامِيَةً
أمْ قَدْرُهُ وَهْوَ بالفِلْسَينِ مَرْدودُ
قلت
يا ليتَ أني بنيت ُالسوقَ من زمنٍ
فبيع ُسبي من الغازين َ مَحمودُ
قالٍ
أوْلى اللّئَامِ كُوَيْفِيرٌ بمَعْذِرَةٍ
في كلّ لُؤمٍ، وَبَعضُ العُذرِ تَفنيد
قلت
فاتركْ لكافورَ بعض اللَّوم واعذُرَه
عهدُ الخُناثى لهذا اليوم مَمدودُ
قال
ُوَذاكَ أنّ الفُحُولَ البِيضَ عاجِزَةٌ
عنِ الجَميلِ فكَيفَ الخِصْيةُ السّودُ؟
قلت
لاتجعلنَّ من الأعراقِ مُعضلة
كيف الجميل إذا ما الجود تَفنيدُ
فقال لله درك
فقلت له أشكرك معلمي
فقال حليت أهلا ووطأت سهلا
فقلت:أتسمح لي أن أضيف بيتا عن واقعنا..فقال: تفضل
فقلت:
أمسى السلاحُ لدار العربِ يحرقها
أمَّا عن القدسِ والتحرير مَردودُ
فبكى المتنبي..فقلت: ما أبكاك يا رجل...فقال الأقصى محتل وفتن في الشام واليمن وتريدني أن أضحك؟؟؟؟
.............................
ارجو أن تنال إعجابكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق