يا كاتِبَ الشِّعر""""""""""""
ما حاجَةُ الشِّعرِ إن لم يَسْبُرِ الوَجَعا
أو يَطرُدِ الهَمَّ عن قلبٍ بِهِ قَبَعا
ما حاجَةُ الحِبْرِ إن يبهَتْ على وَرَقٍ
ما غيّرَ الحالَ أو لِلشّأنِ قد رَفَعا
ما قيمَةُ المرءِ إن لم يتَّخِذْ قلَماً
النَّزفُ ثَرٌّ بِهِ بالحَقِّ قد صَدَعا
يا كاتِبَ الشِّعرِ كُن لِلرّكبِ حادِيَهُ
كم من بَيانٍ لِمجدٍ تالِدٍ صَنَعا
وازْرَعْ بُذور الوَفا في كُلِّ ناحِيَةٍ
ما دامَ قَطْرٌ فما خابِ الّذي زَرَعا
نِعمَ الّذي كانَ بذلَ الخيرِ دَيْدنُهُ
ما فَرّقَ الشّملَ إذ لِلقَومِ قد جَمَعا
بَشِّرْ بما يجعَلُ الآمالَ دانِيَةً
وازُجُرْ ونَفِّرْ بِما قد يُورِثُ الهَلَعا
سَطِّرْ طُيوباً يَهيمُ القارئونَ بِها
كُن بادئَ البَدءِ مَن لِلمكرُماتِ دَعا
واجعَلْ مَضاءَكَ لِلأهدافِ قَنْطَرةً
ما دُمتَ فيما رَسى بِالعقلِ مُقتَنِعا
فالحُرُّ كالصَّقرِ يَعدو نَحو غايَتِهِ
والعَبدُ كم تَحتَ أقدامِ الورى رَكَعا
وابسُطْ جناحَكَ ولْتَجْعَلْهُ مُتَّكأً
لِلمُجهَدينَ ومَن بالدَّربِ قد وَقَعا
تُمْنَ الخَسارةَ إن أبطأتَ في طَلَبٍ
وجاء حَقٌّ إذا بالقُوّةِ انتُزِعا
بالمالِ يَحظى ذَوو الأموالِ ميسَرَةً
والبَوحُ ما زالَ في الأيّامِ مُتَّسِعا
في غابِرِ الدّهرِ كانَ القولُ مأثَرَةً
فَدامَ ذِكرٌ لِمَن بالنُّصحِ قد بَرَعا
لا يُسعِدُ المرءَ إلّا صِدقُ نِيَّتِهِ
وخابَ فألاً بِفِعلِ الشّرِّ مَن وَلِعا
عينُ المَنونِ على أعتابِنا رَبَضَتْ
كم من مُحِبٍّ على من فارقوا دَمَعا
لا ترتجي الرُّوحُ غيرَ العيشِ في سَكَنٍ
ويُدرِكُ الفَوزَ مَن نحوَ الفلاحِ سَعى
فَوَطِّنِ النّفسَ لا تَركَنْ إلى دَعَةٍ
إنْ تأمَنِ اليومَ تزدَدْ في غِدٍ فَزَعا
لا يَأْخُذَنْكْ التَّعالي كُلُّنا بَشَرٌ
فالطَّيرُ يبدو صَغيراً كُلَّما ارتَفَعا
حموده الجبور /الأردن
الثلاثاء، 12 أكتوبر 2021
يا كاتِبَ الشِّعر... بقلم الشاعر... حموده الجبور
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق