الاثنين، 26 سبتمبر 2022

تأمُّلاتٌ في معشوقة*بقلم سيد حميد عطاالله


تأمُّلاتٌ في معشوقة*


اسقي بطرفِ المقلتينِ شعوري

وبها فسوّي لو نظرتِ كسوري


أنا حاضرٌ وسطَ المشاعرِ أبتغي

أن تكتبي في المقلتين حضوري


قومي انفخي فأنا بدونِكِ ميّتٌ

فعظامي أضحت مثلَ ذاكَ الصورِ


أوَما علمتِ على ودادِكِ واقفٌ 

ونسيتِ في تلكَ العيونِ مصيري


يامقلتيَّ على الفراقِ تدحرجي 

وذري الدموعَ على الخدودِ ودوري


أنا وردةٌ خرجت فكيفَ تصونُها

وسطَ الفؤادِ نمت بغيرِ جذورِ


فأُسرتُ، أولَ نظرةٍ سقطَ اللوى 

وتكوَّمَ التحصينُ عند السورِ


أطعمتُ عصفورا لها بأناملي 

وجفا هناك ولم تطق شحروري


هلا تقيمُ من الوصالِ قليلَهُ 

وتعيدُ إعماري ورصفَ جسوري


فمتى تشمُّ من الصباحِ نسيمَهُ

لترى وتعرفَ مامدى تزهيري


فلدي ذكرى من حبيبٍ عافني 

لم يكترث أبدًا على تقديري


أنا في الفيافي باحثٌ عن عبلتي 

يا حاديًا في البحثِ ماتَ بعيري


قم نادِ لي أهلَ القريضِ لعلَّهم 

يقوونَ في وصفي ببعضِ سطورِ


يا مهجتي مهلًا تقوِّي حسبُكِ 

لا تضعفي في البحثِ ثمّ تخوري


يامهجتي تغلينَ قبلَ حرارتي 

وأنا أقولُ لكَ هناكَ ففوري


قومي البسي أملي القديمَ ورتِّبي 

في خافقي فوضي لكلِّ سروري


في جنَّتي أضحى النعيمُ مهدّدًا 

لم تلبسي من سندسي وحريري


مرَّت سجاياها المُعَدَّةُ في الهوى 

أحجزتِني؟! لابدَّ من تمريري


أنفي يشمُّ على الطريقِ بشارةً 

والعينُ لم تلحظ قدومَ بشيرِ


جفَّ المُناخُ بداخلي وتغيَّرت 

تلكَ الطبيعةُ مذ بدا تغييري


أنا بابليٌّ في الهوى إذ لم أكن 

إلا على حكمِ الهوى آشوري


بغدادُ أنتِ عروستي وحقيقتي 

مذ غابتا عينايَ وسطَ النورِ


بغدادُ أعرفُ أنَّكِ من عالمٍ

كالنجمِ كالآفاقِ كالقنطورِ


بغدادُ حبلى من دماءِ بطولةٍ

ولدت حياةً من مخاضِ قبورِ


بغدادُ أوعدُكِ بأنِّي قادمٌ

فإذا حضرتُ فلاتَ حينَ حضورِ


أنا افتديكِ كما افتديتُكِ في دمٍ

أغلي كما تغلينَ منذُ عصورِ


بركانُكِ تحتَ القلوبِ حميمُهُ

والنبضُ يصرخُ يارشيدةُ ثوري


قم يافرزدقُ واسِنا بقصيدةٍ

عصماءَ يحفظُها مئاتُ جريرِ


قد خانَنا هذا الزمانُ ولم يُجِد 

في الشعرِ في الإنشادِ في التعبيرِ


قم يا ابنَ سينا وافنا بعبارةٍ 

تدعُ العقولَ تجدُّ في التفكيرِ


متراكماتُ زمانِنا لم تنضوِ

 للحلِّ حتى زيَّدت توتيري


ضغطت عليَّ فلم تدع لي فرصةً 

فوقي استبدَّت كي ترى تفجيري


هذا أنا فاستوعبي ما في يدي 

وخذي بذلكَ ما أريدُ وطيري


بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق