السبت، 10 سبتمبر 2022

معزُوفةُ الناي والنار ..شعر..محمد ابو الربيع


 معزُوفةُ الناي والنار 


أَشْجَـىٰ مِنَ العزفِ فِي نَاياتِه غزَلا

لحناً مِنَ الشوقِ أمسىّ عزفهُ عَذَلا


علّى المقَاماتِ هَذيُ الصوتِ منْ ولهٍ

يَهـذِي غراماً بِأوتَــارِ الصِبا خَـجَلا


طـالَ الغِيـابُ بِهِ طـابَ المقَـــامُ لَهُ

أين الحَبيبُ الذِي ياليِــلُ ما وصَـلا


عنْ أُفقِهِ لن تَغِيبَ الشمسُ ماوُلدتْ

منــابِعُ الضَـوءِ فِي أعمـاقِهِ  دُولَا


ومَـا تجـذّلَ عَـنْ شُطــآنِهِ قَمـــرٌ

إلاَ لِأنهُ  ذَاكَ البَحــرُ مـا جَـــذِلا


رُويِـدك الآنَ مَهـــلاً لا تُعَـــذِبُهُ

يا عَازِف النّــاي رِفقاً بِالذِي رحَلا


أشْعَلتَ بِالنايِ وَحي البَوحِ في دَمِهِ

ماخَالَ بَعدكَ إلا الوَحـيُ قد نـزَلا


تَجرِي بِهِ ما جرَتْ في العَيِنِ أَدمعُهُ

وما تقـولُ لهُ الأحـزانُ قد فَعَــلا


مُمَشقاتٌ مِن الألحَــــانِ تَقتُــلهُ

وأُمْسياتٌ تُدارِي ليــلَهُ أَمَـــلا


يُجنحُ السِحـرُ فِي أَفـاقِهِ طرَبَاً

وينثـرُ الطيِـفُ من ألوانِـه بَلَلا


قَدْ أَمطرَتهُ التِي مِنْ حُسِنِها هَطلت

خِمراً مِنْ العِشقِ حتَى قَامَ واغتسَلا


مِنْ خَلفِ أستَارِها جَائتْ على عَجلٍ

غَنتْ لَهُ مِنْ أحاديثِ الهَوى جُمَلا


يَدرِي ويَعجبُ إنْ يَدرِي ويسألُها

هَلْ دَندنَ العودُ إنْ ظمَتهُ أَمْ ثَمِلا


فأَيِسرُ الّلحنِ شِعِـراً حِينَ تَذرِفهُ

مِنْ ثغرِها فَاقَ فِي أوصَافِهِ العسَلا


وأَعذَبُ الشوِقِ نهـرٌ لٱ ضِفافَ لهُ

وأَبلغُ الهمسِ فِيها يشبِهُ القُبَـلا


مالخطبُ ياسَيِدِي قَالتْ تُناظرُه

إنْ يَملِك العُشبَ مَنْ لٱ يَملِكُ الوعَلا


إنّ  السُهوبَ التي تُؤويِكَ مِنْ شَغفٍ

بِيِضُ السَنابلِ فِيها تعشقُ الجبَلا


ياناشدَ الماءَ حَولَ الجُبِ مِنْ ظمإٍ

وَقدْ دَلوتَ بِحبلٍ ليسَ فِيَه دِلا


إظمأ فِمِنْ حِيلةِ العُشاقِ إنْ ظمئو

فالماءُ بِالنَــارِ  أولا عِندَهُم بدَلا


والعشقُ مِنْ حِيلَةِ الأقدار مانزلتْ

وليس يَحصلُ إلا غَير ما حصَلا


مَنْ مَاتَ فِي الحُبِ مقتُولٌ بِلا أَجَلٍ

يحيّا وإنْ ماتَ بِالمَحبُوبِ ما قُتِلا


محمد ابو الربيع

اليمن. 2022-9-7

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق