(عمرالشهباني)
ه---ه–ه ه–ه- - رســــالة إلى عمرو بن كلثوم ه- - -ه- - -ه- -
.
سلامـــــا ’عمرو‘لم نجد الأمينا *** وعدنـــا القهقرى للجــــــاهلينا
.
ولم ينبت لنــــــــا أيضا صبي *** ولا نسل لنــــــــــا مثل البنيـــنا
.
ولم يرضع مـن الثدي الحرام *** لأجل المجــد لم يرفع يميــــــــنا
.
فلا مجد يصــاغ على الحراب *** ولا خيل تـذود علـــــــى ضعينا
.
وما عــادت لديك سهام عبس *** ولا الأحبـــــــاش نجنيهم قرينا
.
ولم ينه أليــــــــه صليل سيف *** ولم يبن على الأوطــــــان طينا
.
تمهل فالفطــــــــام بنـــــا بعيد *** وهل نلنـــــا العــرائس والجنينا
.
فعــــار الدّهر أوغل فــي قفانا *** وغطّـــى قبلـــــــة كـــانت تلينا
.
وبحر خــــــاضت الركبان فيه *** علـى موج المهــــــــالك راكبينا
.
سفين الفتح صــــارت للمواني *** كما بالقبر صــــــــــار به دفينا
.
فأذّن يـــــا منــــــادي بالرّحيل *** لقد ضــاقت على الخلق المدينه
.
سيقضي الواهم الحيران قهرا *** أذا فقد الأدلّـــــــة والمُعيـــــــنا
.
جــــــراح لا يداويـــــها طبيب *** وطيــــر الجوّ نرقبــــــه حزينا
.
مســوخ لا تغذّيــــــها أصــول *** ومجد في الورى أضحر رهينا
.
إذا ناديت ‘عمرا’في الخوالي *** فلا تخبره كيــــــف الأمـــر فينا
.
لقد بتنا علـــى غيـــر سروج *** وصــــار اللّهج في القول رَطِينا
.
وعدنـــا من جديـــد كالسبايا *** غزانــــــــا الروم أحيـــانا وحينا
.
وعدنـــا للتجــاذب من جديد *** كمــــــــا لو كــان مغروسا سنينا
.
فما هبت عليه الريـــح يوما *** إذا بالمــــــــوت يلقـــــــــاه دفينا
.
ولا كان الغراب دليـــل أهلي *** ولا عــــــــاشوا تقــــاليد المدينه
.
وبعد الروم ســاستهم كلاب *** لهم من مكــــــــرهم درسـا مكينا
.
فأرسوا ما أنيط بهم وزادوا *** على مــــــــا أوغلوا شعبا سجينا
.
تَهَاطَلَتِ الْهَزَائِمُ فِي جُيُوشٍ *** وَكَـــــــانَتْ فِي الصِّرَاعِ لَهَا طَنِينَا
.
وَتِلْكَ الْأَرْضُ قَدْ ضَــــاقَتْ عَلَيْنَا *** وَسِرْنَا فَوْقَهَا حَتّـــــــى حَفِينَا
.
وَأَسْلَمَتِ الْعَسَـــاكِرُ لِلْأَعَــادِي *** بِلاَ قَيْدِ تَــــــــرَاهُمْ مُسْلِمِــــــينَ
.
نَعَمْ قَدْ جَــازَنَا سَيْلُ الْأَعَـــادِي *** عَلَــــــــى كُلِّ الْمَدَاخِلِ وَاعْتْلِينَا
.
بِلاَدُ الْعُرْبِ مَـــا عَــادَتْ بَرَاحًا *** وَمَا عَـــــــادَتْ كَمَـا كَانَتْ تَفِينَا
.
عَلَــى الأَبْــوَابِ أَحْصِنَةٌ وكَلْبٌ *** وأَجْنِحَـــــــةُ المُــرُورِ مُخَتَّمِينَا
.
لَقَدْ ضَـاقَتْ عَلَــى الْأَحْيَاءْ مِنَّا *** وَبـاتَتْ لِلْمَــــــــوَاتِ سَمًا وَمِينَا
.
أَلاَ تَفٌّ عَلَــــــى منْ نام بَطْحًا *** لَهُمْ فِــي مَجْدِهِمْ ذُلاًّ مُهِيــــــــنَا
.
فمَــــا رَفَّتْ لَدَيْهِمْ أَيُّ عَيْــــنٍ *** وَلَكِنْ إِنْ يَهُنْ هَــــــــانَتْ وَهِينَا
.
سنخبرهم ولكن أي قــــــول *** يـــــراه الشَّـــــاعر اللَّبِقُ اللَّسِينا
.
مقـــــــال الشعر لم يبلغ مداه *** ولم ندخل عـلــــى الأسد العرينا
.
ولم تدر المدائن مــــــــا تراه *** يبدل جلــــده حـيـــــــــنا فحيــنا
.
سلاطيـــــن علينا يوم شاؤوا *** وأذنــــــاب إذا جـــــاؤوا الكمينا
.
همُو عشرون أو زادوا قليـلا *** نــــــــراهم زئبقــا لــونا وليـــنا
.
لهم سحر العجائب في رؤانا *** فهم أصل العـــــــذاب وما شقينا
.
إذامــا يبتدي نظرا إليـــــــنا *** نرى فيــــــــه التسلــــط يعترينا
.
ولو طاشت عيونه في مجال *** نراه ســــــــافها في الطـــائشين
.
أظن الأفق مقفـــــول علينــا *** الـــــــى أن يلعــــــن الله اللعينا
.
صديقـــاي قد هاجت شجوني *** واشعلتم على نــــــاري الحنينا
.
وقــــــال البحري ان الفجر ات *** وان اليســـــر فــي كف يمينا
.
وان النصر مكتــــــوب بلوح *** منــــــوط في فهـــــوم العارفينا
.
سندعــــــو للالـــــه ان يغثنا *** ونبقــــــى في الدعـــاء ما حيينا
.
ولكن مـــــا يثير العجب فعلا *** هو الشعـــــــراء تمتدح الضنينا
.
علـــــى داب الفرزدق او جرير*** تهـــــــاجوا الى ان صارا طينا
.
وكانـــــا في صراع قد تفانوا *** ومــــــا كـــــــانا لصنع شاكرين
.
ونحن يـــــا محمد قال بحري *** لعل الشعــــــر ينســــــاق رقينا
.
فيـــــــا عمرو بعدك قد بلينا *** بغير المستعف يسمـــــــوس فينا
.
فلا عبس ترد علــــــــى نفير *** ولا الذبيـان افــــــــراس صفينا
.
ولا الصنهــاج اغذت تاشفين *** ولا القحطــــــان اورثت الجنينا
.
واما في الكنــــــانة خير جند *** فقد مر الزمـــان وقد نسيـــــــنا
.
لعل الترك والفرس رديـــــفا *** لعل الكرد مـــــن غزو تقيـــــــنا
.
لقد ضاعت من العرب سنون *** فهل نهدي الــــى العرب السنينا
.
دعوتك يا "عزيز" ولم تجبني *** وكنت ألح فـــي الدعـــوى أمينا
.
أريدك أن تضيف الى شراعي *** وصــالا من ربــــــــاط لن يلينا
.
دعونـــــاكم وكم كررت قولي *** وكم جئنـــــــا شمــــالا أو يمينا
.
رجوت الشعر يجري من رُقاك *** وأنت الشــــاعراللبق الرصينا
.
لقد كـــــانت قصـــائدنا تعاني *** فليتك جئتنــــا كنَّـــــا شفيــــــنا
.
حمدت الله من جنبات صدري *** على قول الصحـــاب لنا رضينا
.
وأنَّ الودّ مـــــــايفتي زهيرا *** وأنّ الشّعر لا يخفـــى ضنيـــــــنا
.
جميــــــــل إذ أجبت لنا سؤالا *** بوعـــد الشعر يعتمل جنيـــــــنا
**./.**
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق