عش الدنيا بوعي ...بقلم الشاعر ...عارف عاصي

 عِـشِ الـدُّنْـيَـا بِـوَعْـيٍ 

=============

إِلَـيْكَ الـقَوْلُ عَـلَّ الـقَـوْلَ يُـجْـدِي

وَ فِيـهِ مِـنَ الـنُّـصَائِحِ مَا يُصِـيبُ

عِـشِ الـدُّنْـيَا بِـوَعْيٍ فِي خُطَـاهَـا

فَـمَـا تَـبْـقَـى وَ إِنْ عَلِـقَـتْ قُـلُـوبُ

فَـذِي دَارُ الـفَـنَـاءِ وَ إِنْ أُطَـيـلَـتْ 

فِـإِنُّ الـصُّـبْـحَ يَـتْـبَـعُـهُ الـغُـرُوبُ

فَـهَلْ تَحْـيَا عَلَى الأَمَـلِ الـمُـعَـنَّى

لِـيَأْكُـلُـكَ النَّحِـيبُ كَـذَا الوَجِـيبُ

وَ خُذْ فِـيهَـا مِنْ العِـلْمِ انْـتِفَـاعاً

فَخَـيْرُ الصَّحْـبِ قَـوْلٌ لا يَخِـيبُ

يَـدُومُ عَـلَى الـمَحَجَّـةِ فِي بَـقَـاءٍ

وَ يَـبْقَى الذِّكْـرُ إِنْ جَـاءَ المَغِـيبُ

فَـكَــنْــزُكَ مِـنْ عُـلُـومٍ نَـافِـعَـاتٍ

يَـفُوقُ الـدُّر فَـافْـهَـمْ يَـا لَـبِـيـبُ

وَ مَـا كَـنَـزَ الأَنَـامَ كَـخَـوْفِ رَبٍّ

لَـــهُ حَــقٌّ إِذَا يُـدْعَـى يُـجِــيـبُ

وَ فِـيـهِ مِنَ الـنَّجَـاةِ بِـإِذْنِ رَبِّـي 

أَمَـامَ الـنَّـارَ إِنْ يَـطْـغَ الـلَّـهِـيـبُ

وَ لا تَـدَعِ الـشَّـوَائِـبَ فِـي فُـؤَادٍ

تُـعَـكِّـر صَـفْـوَهُ فِـيهَـا الـعُـيُـوبُ

وَ لا تَـكُ بِـاحْتِقَـارِ الـنَّـاسِ غِرّاً

فَخَـيْرُ الـمَـاسِ أَنْـقَـاهَـا قُـلُـوبُ

وَ لا يَدْرِي الـقُـلُوبَ كَمِـثْـلِ رَبٍّ

لَـهُ عِـلْـمٌ بِـمَا تُـخْـفِـي الـغُـيُوبُ

فَـرُبَّ مُهَـلْـهَـلٍ فِـي الـنَّـاسِ بَـرٌّ

بِــنُـــورِ اللهِ تُــؤْوِيِــهِ الــدُّرُوبُ

لَـهُ خِـبْءٌ مَـعَ الـمَـوْلَـى يُـرَاعَى

فَـيُـنْـقِذُهُ إِذَا طَغَـتِ الخُـطُـوبُ

وَ صُنْ عِـرْضاً بِمَـالٍ لا اخْـتِـيَارٌ

فَدُونَ العِرْض لا شَيْءٌ خَصِيبُ

فَكُـلُّ الـمَـالِ دَونَ الـعِـرْضِ ذَاوٍ

فَـلَنْ يَبْـقَى المُـعَـلَّى وَ القَشِيبُ

 وَ عِرْضُ النَّـاسِ عِنْدَ اللهِ غَالٍ

فَـلا تَـدَعِ الـلَّـسَـانَ بِـهِ يَجُـوبُ

وَ غُضَّ الطَّرْفَ لا تَـتْبَـع هَوَاهَا 

لَـك الأُولَـى لِـتَـعْـرِفَ مَا يُـرِيبُ

وَ سَـامِحْ مَـنْ أَتَـاكَ بِـأَيِّ عُـذْرٍ

فَـإِنَّ الـعَـفْـوَ تَـقْـبَـلُـهُ الـقُـلُوبُ

وَلا تَـكُ لِـلْـفَـظَـاظَةِ فِـي إِخَـاءٍ

فَـيَمْـقُـتُـكَ البَـعِيدُ كَـذَا القَرِيبُ

وَلا تَـفْـتَحْ عَـلَى الـنِّـيَـاتِ بَـابَـاً

فَـمَـا أَنْـتَ المُرَاقِبُ و الحَسِيبُ

وَ فَـتِّـشْ فِيكَ كَمْ تَلْـقَى عُيُوباً

فَـأَنْـتَ الطِّـبُّ فِـيهَا وَ الطَّـبِيبُ

وَ سَـلْ رَبَّ الـبَـرَايَا كُـلَّ سِـتْــرٍ

فَكُـلُّ الـخِزْيِ إِنْ كُـشِفَتْ عُيُوبُ

وَ أَخْـلِـصْ سِـرَّهَا حَقّـاً وَصِدْقـاً

فَـبِـالإِخْـلاصِ تَـنْـجُو أَوْ تَخِـيبُ

وَ رَأْيَـكَ فَـادَّخِــرْهُ لِـقَـوْلِ حَــقٍّ

وَإِنْ وَقَفَتْ عَلى الرَّأْسِ الكُرُوبُ

وَ نَصْـرُ الظَّـالِـمِـينَ نَـذِيرُ شُـؤْمٍ

لَـهـمْ يَـوْمٌ بِـه الـرُّعْـبُ الـرَّعِـيبُ

وَلا تُـعْطِ الـدُّنَى حَجْـمـاً كَـبِـيراً

فَـمَـا تِـزِنِ البَـعُوضَةَ بَـلْ تَـذُوبُ

فَـكُـلُّ الـعُـمْـرِ بِـالـدُّنْـيَـا قَـلِـيـلٌ

فَـيَـوْمُـكَ ذَاكَ مَـغْـبُـونٌ سَلِـيبُ

وِ إِنْ تَـمْـلِـكْ بِـهَا كُـلَّ الأَمَـانِي

فَـلا تَـغْـتَـر أَنْـتَ بِـهَـا الغَـرِيبُ

وَ إِنْ بَلَـغَتْ سِنِـيُّكَ مِثْلَ نُـوحٍ

وَ أَلْـفـاً فَـوْقَـهَـا فَـغَـداً تَـؤُوبُ

فَـلا تَــأْمَــنْ لِــدُنْــيَـانَــا بَـقَـاءً

فَـكُـلُّ وُعُـودِهَـا مَطْـلٌ كّـذُوبُ

وَ إِنْ ضَحِكَتْ فَفِيهَا أَلْـفُ شَكٍّ

وَ غَـدْرَتُـهَا تُـدَارُ بِـهَا الحُـرُوبُ

فَـلا تَـأْمَـنْ لِـهَـانِـئَـةِ الـلَّـيَـالِـي

فَـسُـمُّ سِـهَـامِـهَا سُـمٌّ عَجِـيبُ

وَ كُـلُّ صَـفَـائِـهَـا قَـلْـبٌ رَقِـيقٌ

بِحُـبِّ اللهِ وَ الأُخْـرَى يَجُـوبُ

فَلا يَشْقَى وِ إِنْ طَغَتِ الرَّزَايَا

وَ نُـورُ اللهِ كَـانَ لَـهُ الـنَّصِـيبُ

يَرَى الجَـنَّاتِ فِي عَيْشٍ بَسِيطٍ

كَـفَـى بِـاللهِ يَـا نِعْـمَ الحَـسِيبُ

فَإِنْ أَوْصَيْتُ فِي شِعْرِي وَصَايَا

فَـيَــارَبِّــي أَعِــنِّــي يَـا قَـرِيــبُ

وَلا تَجْعَلِ مَقَالِي فِي اِخْتِصَامِي

فَـيُـهْلِـكُـنِي إِذَا طَغَـتِ الـذّنُـوبُ

وَ سَـدِّدْ خُطْـوَتِي فِي كُـلِّ حَـالٍ

وَ أَخْـلِصْ سِرَّهَـا صِدْقـاً يَـثُـوُبُ

أَخَـافُ الـشِّرْكَ يَطْمِسُ كُـلَّ خَيْْرٍ

فَبِئْسَ الخِصْبُ تَخْطَفُهُ الجُدُوبُ

وَ أَخْـتِـمْ قَـوْلَـتِـي بِـصَـلاةِ رَبِّـي

عَـلَى طَـهَ الـنَّـبِـيِّ هُوَ الحَـبِـيبُ

=========

عارف عاصي