الثلاثاء، 17 نوفمبر 2020

يامن يعيش وحسن الظن يملكه ..بقلم د. فواز عبد الرحمن البشير


 يا من يعيش وحسن الظن يملكه


الحزنُ يملأُ ظهرَ النفسِ والقاعا 

والجرح ُيبصقُ آهاتٍ وأوجاعا


كلُّ الذينَ لهم في القلبِ منزلةٌ

غابوا، وكلُّ الذي جمّعتُهُ ضاعا 


وعاذلي لم يزل يهذي بمنقصتي

كأنّهُ رامَ لي ذلاً وإخضاعا


هذا زمانُ صغيرِ القومِ أرذلهم

ومن يخبئُ خلفِ الودِّ  أطماعا


يبدي المساوئَ و الإرجافُ  ديدنهُ

َمهما أكن مخلصاً في حبهِ باعا


وكلُّ سترٍ  لكربي سوفَ يكشفهُ

وكلُّ سرٍّ إذا يبدو لهُ  ذاعا


إن اللئيمَ وإن صاحبتُهُ زمناً

لا أرجونَّ  بهِ خيراً وإمتاعا  


ولستُ أرجو لمن قد عاشَ في زللٍ

ألّا أغادرَهُ  ظمآنَ ملتاعا


فارحل عن الوحشِ لا تدخل مساكنَهُ 

يوماً سيأكلُ منكَ اللحمَ إن جاعا 


لا تأمننَّ لضبع كنتَ تطعمه ُ

قد يشتهي منكَ أحشاء ًوأضلاعا 


لا تحسبنَّ وحوشَ الأرضِ قد تركَت 

عاداتِها وأزالَ الدهرُ أطباعا


و لا تحاول دروباً لستَ تعلمُها 

ولا ترم من علوجِ الناسِ أشياعا


و لا تلذ بقليلِ الصدقِ في وجعٍ

  وإن بدا لكَ سجّادا وركاعا


ولا تساير خبيثاً لستَ تجهلهُ 

ولو أتاكَ جميلَ الوصف ِمطواعا


واحذر من الغدرِ إن الناسَ تعشقهُ

ولا ترومنَّ زيفاً كانَ  لماعا


يا من يعيشُ وحسنُ الظنِّ يملكه ُ

أبشر فجهلكُ بينَ الناسِ قد شاعا


لا بدَّ تُسقَى بكأسٍ غيرِ صافية ٍ

وتشربنَّ من الإيذاءِ أنواعا


فاسمع لمن جرّبَ الأقوامَ ممتحناً

وأنشدَ الشعرَ تبليغاً وإبداعا


قد صرّحَ المرءُ عن سرٍّ يخبئهُ

وشنّفَ الشعرُ آذاناً وأسماعا


د فواز عبدالرحمن البشير

سوريا ١٧/١١/٢٠٢٠

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق