الشنفرىمع شاعر البيداء في مجاراة الشنفرى
....أفيقوا بني قومي......
1-أَفيقوا بَني قومي وصدوا عَدُوُّكُمْ
فإنِّي أراكمْ خانعينَ فأُذهَلُ
2-فلم ترقُدِ الأمْواتُ مثل رقودِكمْ
نَهارٌ كمثلِ الليلِ والصبحُ ألْيَلُ
ِ
3-لقدْ داسَ في البيداءِ خَصمٌ بمَنسِمٍ
وقد جاس في الأحياءَِ خُفٌّ وأَنعُلُ
4-كثيرونَ في وقتِ العِدادِ وإنَّكُمْ
قليلٌ بأوقات الشدائد يَحمِلُ
5-فَخلَّيتُ ما في الدارِ إنّي لَراحِلٌ
رأيتُ بُعادي عنْ أذاكُمْ لأَفْضَلُ
6-وصاهرتُ قومي في نساءٍ كثيرةٍ
ولو كُنَّ أعداداً فإنِّي لأَرمَلُ
7-خشيتُ على الأبناءِ تأتي كَخالِها
إذا ما يدُسُّ العِرقُ فالخيلُ تُنْغُلُ
8-أَطيرُ إلى الأفلاك قدْ جاءَ جَهبَذٌ
فَيَعلو وفي وَقتِ المصاعِبِ يَسفُلُ
9-وأكتُبُ شعرا ًفي زمانٍ مُعَطَّلٍ
وما قدْ أتانا طَرْفةٌ أو سَموْأَلُ
10-ولمَّا اتَّقيتُ الشَرَّ زادوا فظاظَةً
فَفي الحقدِ للشَّانِين لُسْنٌ وأنمُلُ
11-إذا ما تجورُ الأهلُ جورَ ضَغينةٍ
فإنِّي لذؤبانِ الفلاةِ لأميَلُ
12-وإني أرى الآساد ِِأَفضلَ صُحْبةٍ
إذا ما ذوو القربى يعقُّ ويخذِلُ
13-إذا زادتِ الزَّلاتُ لستُ بطائقٍ
فلا يَحمِلُ الإنسانُ ما لا يُحَمَّلُ
14-إذا كانَ عَيشُ الهُونِ في كُلِّ بَلدةٍ
فعيشي بِعِزٍّ في الصحارى لأَمثَلُ
15-أموتُ مِراراً بعد كلِّ هزيمةٍ
ويحيي رُُفاتي خيلُ حربٍ وجَحْفَلُ
16-أَمَا آنَ وَقتٌ في الصباحِ لغارةٍ
لأغزو غُزاة َالدار أَسبي وأَقتُل
17-إذا ما ظَنَنتَ الكُلَّ يُخْلِفُ وعدَهُ
سيأتيكَ يوما من يَقولُ وَيَفعَلُ
18-إذا دارتِ الحربُ الضَّروسُ كُنِ الرَّحى
ولا تَكُ كالأنذالِ تَبكي وَتَسألُ
19- وَيُعرَفُ عزمي في الوَقيعةِ والوَغى
فإني لَلَيثٌ في اللقاءِ وأَبسَلُ
20-وأسبي منَ الأعداءِ كُلَّ ظَعينَةٍ
وإنَّ عَزيزَ القوم فيها َمُكَبَّلُ
21-بلادي وَلو جارتْ فليسَتْ رَخيصَةً
وروحي فِدى أهلي وَما هُوَ أمثَلُ
22-إذا ما رضِيتُ الدَّارَ في المُرِّ والأذى
فمِن غيرِ أهل الدارِ لا شيءَ يُقبَلُ
23- وإنِّي لأحمي القومَ إن كنتُ رأسَهُمْ
وليس بمَنْ في المالِ يَلهو وَيغْلُلُ
24-وإنِّي غَضوضُ الطَّرفِ عن كُلِّ حُرمَةٍ
وَلستُ أخونُ الجارَ إن كانَ يَغفُلُ
25-وأُكرِمُ ضيفي في المبيتِ وفي القِرى
وأُقضي لهُ الحاجاتِ لا أَتَعَلَّلُ
26-سهرتُ طوال الَّليل حتى انقضائهِ
وإنَّ نَهاري بِالهُمومِ لأَطوَلُ
28-وَبلوايَ جاءَتْ من قريبٍ وصاحِبٍ
وزادَ همومي شانئونَ وعُذَّلُ
29-وقد زادتِ الأرزاءُ والمتنُ مُتعَبٌ
إذا طالتِ الأيام فالرزء يثقُلُ
30-فخَيَّمَتِ الفتناتُ والليلُ مُظلم
وما جاءتِ الأحلامُ والصبحُ مُقبِلُ
31-وإنْ جارَ ذو القُربى بشيءٍ من الأسى
تَجلَّدْ فإنَّ الصَّبرَ منكَ لأَجمَلُ
32-ولا خيرَ في دارٍ يكالُ بها الأذى
تُعِزُّ شِرارَ القوم والحرُّ يُعْزَلُ
33-وكُلُّ هُمومِ العيش ِحطَّتْ كَصخرةٍ
أناخَ عليَّ الهَمَّ عَجزٌ وكَلكَلُ
34-إذا الليثُ لا يُبدي إلى الشَرِّ نابَهُ
سترديهِ أَضْباعٌ ولا تَتَمَهَّلُ
35-يقولونَ أهلي في الشآمِ بِكُربةٍ
وقدْ هدَّم َالبُنيانَ فأسٌ وَمِعوَلُ
36-أُناسٌ تَرى مَنَّاً وسَلوى طعامُها
ويأكُلُ خبزاً جَفَّ مَنْ هوَ أفْضَلُ
37-وَقارٌ بِدارِ العُربِ فاضَ بريعهِ
جناهُ شحيحُ الطبعِ من ليس َ يَعدِلُ
38-وتُسبى النِّساءُ الطَّاهِراتُ بِأرضِنا
يصولُ بدار الشَّام ِ خِسٌّ وأرذَلُ
39-وأجنادُ عُربٍ بالألوفِ عدادَها
وليس على أجنادِ عُربٍ مُعَوَّلُ
40-وكُلُّ ذئاب ِالغابِ جاستْ بأرضِنا
وكَيفَ يصُدُّ الذئب كَلبٌ مُدَلَّلُ
41-ولا خَيرَ في نذلٍ كَسولٍ مُغَفَّلٍ
قَضى العيشَ في الدُّنيا ينَامُ ويأكُلُ
42-لقدْ عِشتُ في داري وغَطَّت رياضَها
زُهورٌ وأشجارُ النَّخيلِ وَسُنبُلُ
43-فغِبتُ عقوداً عن دياري وعندَمَا
رجَعتُ إذا بالروضِ فيها لَمُقحِلُ
44-فُجِعتُ بِقومٍ مذعنينَ لزُمرَةٍ
وهلْ يقبلُ الإذعان َ من كانَ يَعقِلُ
45-ونَحنُ الأُسودُ العادياتُ إلى الوغَى
نَغيرُ على الأعداءِ لا نَتَحَوَّلُ
46-وإمَّا أتانا الخَصمُ يوماً بشَرِّهِ
كما الرَّاسياتِ الشُمِّ لا نَتَزَلْزَلُ
47-فلا تأمن الأعداء في أيِّ موطنٍ
َََوَمَنْ يأمَن الأعداء يوماً سيُخذَلُ
48-وليلي طويلٌ لا أراهُ سَينقَضي
ألا إن أوجاع الهموم ِ تُزَلزِلُ
49-ألا إنَّ دارَ العِزِّ َتُهْدَمُُ بالخَنا
وكُلُّ علاءٍ بالخَناءِ سيَنزِلُ
50-أسيُر طلوع الشمسِ حتى غروبِها
وَيَشهَدُ تِرحالي جَنوب ٌ وشَمألُ
51-وجُبْت أقاصي الأرضَ لمْ أرَ مَنزِلاً
وإلاَّ بهِ النُزَّالُ يوماً سَتَرحَلُ
52-ومن لمْ يَمُتْ بالداءِ ماتَ من القنا
وَفي كُلِّ حَربٍ ذاتُ زوجٍ تولوِلُ
53-أجيبوا بَني قومي سؤالاً لخافقي
فما كُلُّ سُؤْلٍ باللسانِ سَيُسأَلُ
54-وكيفَ تنام العُربُ ملء جفونِها
وما شُدَّ للأقصى سُروجٌ وأرحُلُ
56-وأَدرأ ُجهلَ الجاهلينَ ِبِحكمَةٍ
ولكنْ إذا ما قدْ تمادَوا سَأجْهَلُ
57-لقدْ دارتِ الأيَّامُ إن كنتَ غافلًا
وكم جاءَ موتٌ والخلائقُ تَغفَلُ
58-فما دامت ِالدُّنيا لابنِ فضيلةٍ
وما دام َعيشٌ للذي هو مرسلُ
59-فلا تذرف الدمعَ الحزينَ على الدُّنا
فليس َبها شيءٌ عليهِ يُعَوَّلُ
60- على النَّاسِ فَضْلُ العِلْم من كلِّ عالمٍ
وَكُلُّ الأذى من جاهلٍ يَتَقَوَّلُ
61-وإني ركبتُ البحرَ في كلِّ ليلةٍ
وسيفي من الأعدا يَذوقُ وينهَلُ
62-إذا استعَصَموا في البحرِ ماتوا بمَوجهِ
وإن يهربوا لِلبَرِّ سيفِيَ مِنجَلُ
63-أنا من حَمَيتُ الدَّارَ كهلاً وفي الصِّبا
وَغَيْريَ في الحاناتِ يلهو ويثمَلُ
64-يُعَضُّ الفتى الشَّهمُ الكَريمُ بفقرِهِ
وَما عَضهُ سيفٌ وَرُمحٌ وقَسطلُ
65-فَرِزقُكَ لا يأتي لعمركَ بالحِجا
فكم حازَ أموالاً فتىً وَمُغَفَّلُ
66-بأيٍّ من الأعذارِ تُغزى بلادُنا
وكُلُّ الرَّزايا في دياري تُجَلجِلُ
67-فلا تَسعَدَنَّ الناسُ في طولِ عَيشِها
تزولُ سنينُ العُمرِ والمرءُ يَأمَلُ
68-فَنهلُ المنايا للخلائقِ كُلِّها
وكُلٌّ لهُ يومٌ بهِ سوفَ ينهَلُ
69-إذا القتلُ موعودٌ بيومٍ إلى امريءٍ
ولو كانَ في بُرجٍ مشيد سَيُقتَل
شاعر البيداء/ سعود أبو معيلش
الأربعاء، 3 فبراير 2021
الشنفرى مع شاعر البيداء في مجاراة الشنفرى..بقلم . سعود ابو معيلش
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق