* بابان*
نتفَ الزمانُ من الأحبَّةِ ريشا
فغدا يوزِّعُ لا يملُّ نعوشا
في دارِهِ وشمَ الجميعُ بوشمِهِ
ضربَ المشيبُ على الرؤوسِ نقوشا
شاكي السلاحِ ولم يزل متجهِّمًا
أمسى بحضرتِهِ الجميعُ طشيشا
مهما تطل تلك الحياةُ فإنَّها
قبلَ النهايةِ تبتليكَ خدوشا
حتى تذيبَ جمالَها وبهاءَها
قلعَ الزمانُ من العيونِ رموشا
من يومِها أرمي السهامَ فلم تصب
للدهرِ بعضَ طرائقٍ لتطيشا
وإذا رمى حتمًا يصيبُكَ سهمُهُ
ألقى بصدري مذ رمى خرطوشا
فلهُ الجحافلُ لا يخافُ إذا أتى
فيقودُ لو يأتي إليكَ جيوشا
يأتي ويدخلُ في بروجٍ شُيِّدت
فبها فرى لو تعلمونَ كروشا
تركوا الكثيرَ من الذي تعبوا له
تركوا الجنانَ وبرجَهم مفروشا
من قبلُ قد أكلوا الحرامَ وأصبحوا
مثلَ الدّوابِ إذا تلوكُ حشيشا
ورأى المضلُّ ضلالَهُ في وجهِهِ
ما كانَ خيرٌ عندَهُ لينوشا
والنارُ تطلبُ إذ تقولُ مزيدَكُم
ألقوا إليَّ من العصاةِ وحوشا
كشفت هنا عن نارِها وتبيَّنت
قد أسقطت من رأسهِ طربوشا
ألقُوا إليَّ من الذينَ تآمروا
وتقشَّشوا مالَ الورى تقشيشا
أتحوِّشُ المالَ الذي من أجلِهِ
قد حوَّشتكَ جهنَّمٌ تحويشا
لا ينفعنَّ فداؤهم لو اجمعوا
لا ترتشي أو تقبلُ البخشيشا
تَثِبُ القلوبَ لكي تميزَ خبيثَها
قد فتّشت ما في الجوى تفتيشا
وإذا الجنانُ تفتّحت أبوابُها
فترى بها وجهَ المُساقِ بشوشا
هو في الدنا من ذي الجياعِ وأنّهُ
اعطى وأنفقَ ما لديه قروشا
ومهمَّشٌ هذا الصبورُ وإنّما
في الجنّةِ الكبرى أبى التهميشا
لا ... لم يكن متغافلًا في ذكرِهِ
لا ... لم يكن في سمعِهِ أطروشا
جيّاشةٌ أعمالُه فكأنَّهُ
لم يتركِ العملَ الفليحَ جشيشا
ولقد بنى لهمُ الإلهُ منازلًا
وأنارَ في الأخرى بتيكَ عروشا
في جنّةٍ عرضُ السماءِ وطولُها
لطيورِها يبني الإلهُ عشوشا
ونخيلُها يحنو يطأطأُ رأسَهُ
ويمدّ مفتخرًا بها خرموشا
ومن النعيم إذا جنى فثمارُها
فتذلّلت كيما التقيُ يحوشا
متعجّبٌ من ذي الجنان وما بها
فلقد قضى في وسطها مدهوشا
وجدَ الحياةَ خلودَهُ وخلودَها
واسمًا له في قلبِها منقوشا
بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق/ الثلاثاء / ١٩/ ١٠/ ٢٠٢١
الأربعاء، 20 أكتوبر 2021
* بابان*بقلم الشاعر...سيد حميد عطاالله
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق