الأحد، 29 مايو 2022

زهرة البلدان.. بقلم الشاعر...ضمد كاظم الوسمي


زهرة البلدان

*

تُودِّعُني الْأَقْمارُ وَاللَّيلُ شاهِدُ

وَتَرْحَلُ بِيْ نَجْماتُهُ وَعُطارِدُ

*

وَتُنْزِلُني أَسْحارُهُ مِنْ شَواهِقٍ

وَتُسْكِنُني بَينَ الرِّياضِ الْمَرابِدُ

*

وَكَبَّرَ فَجْراً لِلصَّلاةِ مُسافِرٌ

فَطافَتْ سَلاماً فِي رُباكِ الْمَساجِدُ

*

وَتَغْسِلُ في عَينيكِ شَمْسُ صَبابَتي

غَشاوَةَ دَهْرٍ تَرْتَديها الْعَقائِدُ

*

وَلكِنَّني ،عُذْراً إِذا حالَ حائِلٌ

فَساوَرَني فِي الْجِسْرِ شَكٌّ وَجاحِدُ

*

أَمِيطي رَغامَ الْمُشْتَكي مِنْ هَواجِسي

وَقَدْ فَعَلَتْ صِيدُ الرِّجالِ الْأَماجِدُ

*

أَحِنُّ إِلى ذِكْراكِ مُنْذُ طُفولَتي

تَمَلَّكَني شَوقٌ وَرَنَّتْ قَصائِدُ

*

عَنادِلُها فَوقَ الْخَمائِلِ رَفْرَفَتْ

وَتَسْبَحُ في نَهْرِ الْفُراتِ الْفَرائِدُ

*

هَلُمّي إِلى نَظْمِ الْبَديعِ وَشِعْرِهِ

فَمِنْهُ عَلى جِيدِ الزَّمانِ قَلائِدُ

*

أَضَأْنَ بِنَورِ الْإِنْتِشاءِ مُنىً بِهِ

يَحِلُّ عَلى الْإِصْباءِ غادٍ وَوارِدُ

*

عَلى رَغْمِ أَهْلِ الزَّيغِ دَرْبُكِ لاحِبٌ

وَرَغْمَ هَوَى الْأَعْداءِ ذِكْرُكِ خالِدُ

*

أَتَتْكِ الدُّنا يَوماً بِكُلِّ وَلِيجَةٍ

فَرَدَّتْ دِمانا فِي الْغِمارِ تُجالِدُ

*


وَكَمْ مُدَّعٍ بِالدِّينِ يَبْغي غَنائِماً

وَبِاسْمِ الْإِلهِ وَهْوَ لِلْعِجْلِ عابِدُ

*

وَآخَرَ يَأتي مِنْ عَوالي بِحارِهِ

لَهُ طَمَعٌ في أَرْضِنا وَمَقاصِدُ

*

تُصانِعُهُ أَيْدِي الْمُلوكِ كَأَنَّها

إِماءٌ تَلي أَسْيادَها وَنواهِدُ

*

حَبَوْكِ فُتاتاً مِنْ خَسيسِ عَطائِهِمْ

وَأَنْتِ الَّتي بَحْرٌ يَداكِ وَرافِدُ

*

وَهذا عَطاءُ الْأَهْلِ رَغْمَ خَصاصَةٍ

وَكُلُّ عَطاءٍ دُونَ نَهْريكِ فاقِدُ

*

وَكَيفَ بِلادُ الْعِزّ في نائِباتِها

تُغاثُ وَأَشْجارُ السَّوادِ نَضائِدُ

*


أَيا زَهْرَةَ الْبُلْدانِ جِئْتُ مُعاتِباً

إِلَيْكِ وَمِثْلي في الْعِتابِ يُكابِدُ

*

أَ يُرْضِي عَروسَ النَّهْرِ بُعْدي وَلَوْعَتي

وَهَلّا تَرَي دَمْعي ، فَتَحْكِي الْمَواجِدُ

*

بِبِعْضٍ مِنَ الْأَوْهامِ كُنْتِ أَسِيرَةً

فَما غَمَضَتْ عَينٌ وَقَلْبُكِ حارِدُ

*

وَكَيفَ يَمَسُّ الْغَيرُ ثَوبَ فَتاتِنا

وَكُلُّ عِراقِيٍّ عَنِ الْعِرْضِ ذائِدُ

*

وَكُلُّ الْعِراقِ الْيَومَ جاءَكِ عاشِقاً

تُكَحِّلُ جَفْنَيهِ الْحِسانُ الْخَرائِدُ

*

وَتَغْفو عَلى نَخْلِ الْعِراقِ طُيورُهُ

وَيَأْمَنُ فِيهِ مُسْلِمٌ وَمُعاهِدُ

*

*

أَبى الضَّيمَ ،إِنَّ الْجَيشَ صالَ بِنَخْوَةٍ

وَقَدْ فَرَّتِ الْأَعْداءُ وَالشَّعْبُ حاشِدُ

*

مِنَ الْبَصْرَةِ الْفَيحاءِ ثارَتْ حُشودُنا

إِلى نَيْنَوى الْحَدْباءِ تَجْري الرَّوافِدُ

*

وَمِنْ نَجَفِ الْفَتْوى أُذِيعَ جَوابُنا

وَيَومُ الْوَغى لِلنَّصْرِ مِنْها شَواهِدُ

*

وَكَمْ حاوَلَ الْأَعْداءُ كَبْحَ جِماحِنا

أَما عَلِمُوا صَوتَ الْحُسَينِ يُناشِدُ

*

أَقُولُ لِمَنْ رامَ الْعِراقَ مُناوِئاً

أَلَسْتَ الَّذي قَدْ أَرْعَبَتْهُ الْمَراقِدُ

*

وَقَدْ كانَ بِالْأَمْسِ الْعِراقُ مُوَحَّداً

وَإِنَّ الْعِراقَ الْيَومَ لاشَكَّ واحِدُ

*

ضمد كاظم الوسمي / العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق