الأربعاء، 16 سبتمبر 2020

معشوقة الحكماء ... بقلم الشاعر ... سعود ابو معيلش

لأصحاب النفس الطويل

.... معشوقة الحكماء.....


تَجَهَّزْ لِلرَّحيْلِ فلا بَقــــــــــاءُ

فإنَّ العَيــْشَ مُعـــْظَمُهُ غــــُثاءُ


سَئِمْتُ تَنَاحُرَ السُّفَهاءِ دونــــي

وَرأسُ القَومِ مَنطِقُهُ غَبَـــــــاءُ


ولا نَدَمٌ لِقَطْعٍ مِنْ سَفيـــــــهٍ

يُكَبِّدُني إذا وَصَلَ العنــــــــاءُ


وبِئسُ المَرْءِ فَحَّاشاً مُسيــــــئاً

إذا أَمِنَ العِقابَ ولا يُـــــــساءُ


وَبِئسُ الخِلِّ بَوَّاحاً بِســـــــــرٍّ

إذا ما السِّرُّ شاعَ فَﻻ رَجــــــاءُ


إذا ما الذَّئبُ يَلْبِسُ جلدَ شــــاةٍ

سيفضحه ُالثُّغاءُ أوْ العـــــــُواءُ


وَصَحْبٌ قَدْ تُداهن  في  وجودي

وإن ما غِبْتُ يَقذَعُني الهِجـــــاءُ


وتُعلي الصَّوْتَ في إكرام ضيفٍ

إذا ما الضَّيفُ جاءَ لهُ العِـــداءُ


هَجَرْتُ ملاعِبَ الحمقى جهارا

ﻷنَّ رياضَةَ الحمقى بـــــــلاءُ


وَمَنَّانٌ يَمُنُّ عَليَّ قِرْشـــــــــاً

وَيَفْضَحُني بِأنَّ لَهُ الحِبــــــــاءُ


وَأخَّاذٌ بِلحْنِ القولِ حَقِّــــــــي

وَيَغْلِبُني مَقالتُهُ مِـــــــــــراء ُ


وَسَبَّابٌ كَذوبٌ عَمُّ فُحـْــــــشٍ

وَيَنضَحُ ما بِداخِلِهِ الإنــــــــاءُ


وإنَّ الصَّحْنَ مَسْتورٌ مُغَطـــَّىً

وَمَفْضوحٌ إذا رُفِعَ الغطـــــاءُ


ولا تأمَنْ مَوَدَّتكَ العـــــــَذارى

لَهُنَّ القَلْبُ مُرْتَجِفٌ هَـــــــواءُ


وَوَقْتُ الكَرْبِ قد ناديتُ دهــــراً

فلا غَوثٌ ولا سُمِعَ النِّـــــــداءُ


وَلَيسَ الخِلُّ شَمـَّامــاً لِلَحْــــمٍ

أذا ألفاكَ يَجلِبُهُ الشِّـــــــــواءُ


وأُقري الضَّيْفَ عَقَّارٌ لِعجلــــي

إذا ما الكَلْبُ أجهٍَدَهٍُ العٍٍِـــــواءُ


وما للخَوْفِ مِنْ فَقْرٍ بِبــــالٍي

وَما في اﻷرضِ تَطرَحُهُ السَّماءُ


إذا ما الجُبُنُ نــــَزَّالٌ بِقَــــلبٍ

يَعِزُّ على الشجاع لـــه دواءُ


وإنَّ الجَــديَ ثَغَّـــاءٌ بِطَـــــبْعٍ

وَيُدهِشُني من اللَّيــْثِ الثُّغَـــاءُ


كَخَوضِ النَّذْلِ حَرْباً مِنْ كــــلامٍ

ولا حَملُ السـِّلاحِ ولا اقـتنـــاءُ


يُشَرِّقُ أوْ يُغَرِّبُ في مَكـــــانٍ

يُجَهَّزُ فيهِ لﻷكْـــلِ الطِّهـــــاءُ


إذا عَزَمَ التَّقِيُّ بِفعِْلِ خَيْـــــرٍ

فلا خَبَرٌ تُشيعُ بِــهِ النِســــاءُ


إذا أعطى الكَريمُ وَهابَ مَنَّـــاً

يُجَمِّلُــهُ التَّسَــتُّرُ والخَفَـــــاءُ


ولولا الهادي المبعوثُ فِيناﷺ

لَخِبْتُ العُمْرَ أو خابَ الرَّجــــاءُ


فَقُلْ لِلمالكِ المَمْلوكِ مَهـــــﻻً

ﻷنَّ الحُرَّ يتْعِبُـــهُ الهـُــــــراءُ


فلا تَطْمَعْ بِحِلْمي في أُمـــــورٍ

وأَصْبِرُ لﻹســاءَةِ لا أُســــــاءُ


وَنَفْسُ الحُرِّ إن سَكَنَتْ بِـــأرضٍ

يُهاجِرُ إن بِها ضَاقَ الفَضـــــاءُ


وََمَـرءٌ كَدَّ حَالِكــــَةَ الَّليالــــي

وَلَم يُسْعِفهُ في العَيشٍ الـقِــراءُ


وَمَـــرْءٌ كـــان نَوَّامــاً كســوﻻً

وَعِيشَتـــُهُ التَّنَعـــُّمُ والثَّــــراءُ


ولا تُكْثِرْ جــِدالكَ مـــعْ حَميـــمٍ

يَــدومُ بــِذاكَ وِدُّكَ والصَّفــــاءُ


نَزَلْتُ بِبَــلْدةٍ والـفِسقُ فيهـــــا

وَدَيـْدَنُهــا المُدامــَةُ والغِنــــاءُ


تَــمُرَّ البِيْضُ كــاﻷزهارِ دُونــيْ

كنورِ الـبدْرِ تُرْســـِلُهُ الـســَّماءُ


وَلِلـــــخِﻻَّن كالـــخِﻻَّنِ فِعـــلٌ

وفي التــقليدِ للـــخِلِّ اقتـــداءُ


سَبَحْتُ مُعاكِسُ الـتـَّيَّـارِ عُمْــراً

وَما في الجِسْم والعَزْمِ انـثِـنــاءُ


نَصَحْتُ بها المقارن نُصْح حُـــبٍّ

فَأَعياني التـََّكَـتـُّمُ والدَّهــــــاءُ

 

تَرَكْتُ الجمْعَ في الجيفاتِ نوكى     

كما الغِرْبان يَجمـــَعُها الغِـــذاءُ


ولِلرَّغَبـات    جـــَذبٌ وامتِـــناعٌ

أَبَـيْــتُ وكمْ يُنَجـيـِّني الإبــــاءُ


عَلِمْتُ من الصَّحارى دارُ قَومـي

سَرابُ الوَهْمِ لا يأتيه مــــــاءُ


وإنَّ الصـَّيف لا يوقيكََ بـــــَرْداً

إذا في الصَّيفِ يَلْفَحُكَ الهــــواءُ


تَرَحَّــلْ عَنْ بــلادٍ جَــارَ فيهـــا

رُوَيْبِــضَةٌ وَقدْ ســَادَ الغَبـــــاءُ


وَإنْ تَرْجِعْ يكونُ السـَّيفُ عِـــزّاً

لِـــدِينِ الله يَحكُمُهُ القَضَـــــاءُ


وكُنْ في الدِّينِ يَقِظاً مُسْتــَنـيراً

وَأَعرِفْ من يَكِنُّ لهُ العَــــــداءُ


وَزِنْديــقٌ يُشـــَكِّكُني بِدينـــي

قُشُورُ الدِّيــنِ مَذهَبُهُ هُــــُذاءُ


ودِيــنُ الله نَبْــتٌ فـــي كَمـَالٍ 

يَمُوتُ النَّبْتُ إنْ ضاعََ اللِّحَــــاءُ


وَلَيْسَ البُـــعْدُ مَـــنَّّاعاً لِـــوِدٍّ

إذا القَلبــينِ جَمِّــــعَهاوفـــاءُ


وَمَا كُلُّ القرابَةِ فـــي وِئــــامٍ

ولا اﻹخْوانُ    جمعها اﻹخــــاء


رأَيتُ العَيْشَ قَدْ أَمْسى مُرِيعــــاً

إذا أَهْلٌ تُكْيلُ لـــَكَ العــــــِداءُ


وَبَعْضُ النَّاسِ  لِلْعَيْنَينِ نُـــــوْرٌ

وَبعْْضُ النَّاسِ في رِمْشي قَـذَاءُ


وَبعْــضُ الــوِدِّ يَحفَظُهُ بُــــعادٌ

وَيفنى الَـوِدُّ إن حَصــَلَ اللِّقــاءُ


وَيشفى الجِلْدُ منْ جَرَبٍ بِـــقارٍ

وَجَرْبى بالضَّميرِ فلا شِفـــــاءُ


يَنامُ الْكَلْبُ والسِّــندانُ طَـــرْقٌ

وَيوْقِـظُهُ إذا مُضِغَ الغـــــَداءُ


وَبئسَ الجــــَار ضَــحّاكٌ بوَجــهٍ

لَهُ نـابٌ يُعَــضُّ بــهِ القَفَــــــاءُ


وَشَرُّ الخَـــلْقِ نَكـَّاثٌ لعَـهــــْدٍ

وَكُـــلُّ كـلامُهُ كَذِبٌ خنَـــــــاءُ


وَنوُرُ العِلْمِ لَمْ يُــبصِرْهُ جَهْــــلٌ

ﻷنَّ الجَهْلَ تــَوْأَمُهُ العَمَــــــاءُ


وإنَّ الحَــقَّ يَدْمـــَغُ كـــلُّ زورٍ

فلا تُجدي الفَصــَاحَةُ والذَّكـــاءُ


أرى اﻹفرنجَ جَمْعاً أَهلُ زورٍ  

خَنازِيراً يُؤلفــُها الوبــــاءُ


فلا تَرْجُ النّقَاوةَ من دَنـِــــــيءٍ

فلا طُهْرٌ يَجــــيءُ بهِ خَنَــــــاءُ


وَبَعْضُ النَّاسِ مـــنَّاناً قَتــــوراً

وفي الحاناتِ جاءَ لهُ السَّخــــاءُ


ولا تَبْسـُطْ بماَلـــكَ كُلُّ بــَسطٍ

سيَأكُلُهُ الجـــــرادُ ولا بقـــاءُ


رأَيتُ المالَ لو امــسى بِبــــئرٍ

تُجَفِّفُهُ السِّــقايةُ والـــــــدِّﻻءُ


ولا تَصْــحَبْ طُفَيْلِيــَّاً لِشَـــأْنٍ

كَمِثل الجِلْدِ ألْصَقَهُ الغِــــــراءُ


ولا تَبكِ العَزيزََ بِطولِ عُمْــــرٍ

فَما نَفَعَ العَويْلُ ولا البُـــــكاءُ


فَكَفْكِفْ دمْعَ عَينِكَ في خفــــــاءٍ

ﻷنَّ شماتةَ اﻷعــدا  بَـــــــــﻻءُ


إذا ما جئْتَ قَوْماً في ديــــــارٍ

فَكُنْ حَكَماً إذا طـــُلِبَ الـــوَﻻءُ


وﻻ تُغْضِبْ كَبيْرَ القَومِ تَشْـــقى

مِنَ اﻷذنابِ يُبــْدَ لَكَ العَـــــدَاءُ


إذا الطُرّاقُ ما نُبـــِحَتْ بِكـَلْــبٍ

بلا سََبَــــبٍ تُقَلِّدهُ الجِـــــراءُ


وَبِِئسُ مَـكـارِمٍ كـانـت بِشَخْصٍ

لِغَـيرِ اللهِ ديـدنهــا رِيـــــاءُ 


وَيَتَّخـــذون ديــن الله عُـــذْراً

وديــنُ الله ِ مـِنّهُــمُ  بَـــــراءُ


إذا الكُــرَماءُ منَّـت في عَطـــاء

كمــا البُخــَﻻءِ إنَّهــُمُ سَــــوَاءُ 


فلا تَسأَلْ شَحيْحاً في عَطــــاءٍ

فَــجوعُ المـرءِ بالــعزِّ اعْــتﻻءُ


ولا تحقِرْ ضَعــيفاً في أمــــورٍ

يُــــوَحِشــُّهُ ثُُبُـــــورٌ وازْدِراءُ 


ولا تَعــْجلْ عَطـــاءَ الله، صَبْراً

عَطاءُ الله جـــاءَ متى يَشــــاءُ


وكُنْ في القوْمِ ورَّادَ المـــنايــا

ولا تـَجْــبُنْ إذا  دار َ الرَّحَــــاءُ 


وَكُـن وَسَطُ المَعامِعِ جَهبَذِيَّـــاً

تُبــَجِّــلُكَ السَّـنـابِكُ والـَّلـــواءُ


يرِنُّ السَّيْفِ في الأسياف طَـرْقٌ

تُثــَلِّمُــهُ الشَّجــاعَةُ والــفِتـاءُ


ولا تأمن فــِرَاراً كــان كـــَرَّاً

طِباعُ الحَرْبِ لَفٌّ والتـِـــــِواءُ


وَكُنْ للقَومِ صَقــراً ذو عـــُيونٍ

وَكُنْ حَذِراً إذا كُشِفَ الــــوَراءُ


اذا ما الشَّهْمُ كانَ بِرأسِِ جـَيْشٍ

وإنَّ جُنــودَهُ غــَنَمٌ وَشَـــــاءُ


فلا تَعْجبْ لمنْ يَخْبوْ مســـيراً

إذا اﻷقـــدامُ أدْماها الحــِذاءُ


وَشَاوِرْ فَهْم قَوْمكَ فيْ خَــفاءٍ 

وﻻ يَعْلــم بِـسِرِّكَ بَـبَّـغَـــــاءُ


ففي بَدرٍ تـَـشاوَرَ أهْـــلُ رَأيٍ

رسولُ الله بينهُمُ ضِــــياءُﷺ


وما تَرَكَ المشورةَ مع صــحابٍ

وكانَ الوَحيُ تُرْسِلُهُ السَّـــماءُ


ولا تُخبِرْ نِساءَكَ كُلُّ سِــــــرٍّ

لأنَّ السِرَّ تُفشــيِهِ النِّسَـــــاءُ


ولا تأمَــــلْ وِداداً من عـــَدُوٍّ

فلا مُرٌّ لمَـطْعَمِـهِ  حَـــــــلاءُ


وَلا تُفْضِلْ ذُكُوُراً عَن إنــــــــاثٍ

وَمَنْ ضَمِنَ الذُّكور َهي الهنـــــاءُ


وَكَمْ أُنثى كَمـــــَرْْيمَ أُمُّ خــــَيْرٍ

ومَنبَتــهاُ الطَّـــهارَةُ والنَّقــــاءُ


وبَعْض الوِلْدِ لا يأتــــي بخَيْــــرٍ

وَتَتبَعُهُ المآســـــي والشــــَّقاءُ


وَيَخذُلُــكَ البَنيــْنُ بــيَومِْ عـــَوزٍ

كَبَـــــــنَّاءٍ يُهـــارُ بــهِ البــناءُ


وَتُبكِيكَ الدُّهُوْرُ كمـا الـــثَّكالــى

وما أجدى البعيرَ لَهُ رُغــــــــاءُ


وَبَعضُ النَّاسِ تُذْهِلُ في غَباهـــا

وَمَطْلبُـــها يُكَـــدُّبهِ العــَطـــاءُ


كَعـريانٍ ويطْــلُبُ عــقْدْ مــاسٍ 

وَمِنهُ الظَّهرُ يَفْضَحهُُ العـَــــــرَاءُ


وَبَعْضُ النَّاسِ طَمَّاعٌ وَوَقــــــْحٌ

وَوَقْتُ اﻷَخْذِ يَنْقُصــُهُ الحَيَــــاءُ


أرى الثَّوْرَاتَ قَامَ بها شُجـَـــاعٌ

وَتَحمِيها المــــفَاخِرُ واﻹبــــاءُ


يَحُوشُ ثِمارَها دَوْماً جَبـَــــــانٌ

دَنيءُ القَوْمِ مَنْطِقُهُ خَنَــــــــاءُ


وَمُحْتَكِرٌ  له الأمـــْوال ُديــــنٌ

وفي اﻷزَمَاتِ يزْدَادُ الغَـــــﻻءُ


فَـلا تبـتاعَ فاﻷشـــْياءُ تَبـــقى

يَخِفُّ السِّعرُ إنْ خَفَّ الــــشِّراء


إذا مَا المَرء لم يُبقـــي حـــياءً

وَلَمْ يَخْجَلْ سَيَفْعَلُ ما يـــــشاءُ


وإنّ الدِّيــنَ يَحفَــظـُهُ حـَيــــاءٌ

فَلا ديـــنٌ إذا ضـــَاعَ الحَيـــــاءُ


وَيفنى الكوْنِ وجهُ اللهِ يَبْقــــى

وكُلُّ العالمــين لــها انتــــهاءُ

سعود أبو معيلش


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق