الاثنين، 18 أكتوبر 2021

(( نُورُ الهُدَى )) بقلم الشاعر... مصطفي يوسف اسماعيل


(( نُورُ الهُدَى ))


نُورُ الهُدَى، قَمَرٌ، إِذْ تَمَّ كَالبَدرِ

مِنْ نُورِهِ تَطلُعُ الجَوْناءُ بِالفَجْرِ


نُورُ الحَبيبِ مِن الرّحمنِ مَصدَرُهُ

مِنْ نُورِهِ يَهْتَدِي قَلْبِي إِلى الخَيْرِ


مُحَمَّدٌ طِبُّ قلبي حُبُّهُ وهُدا

هُ؛ إنّهُ أُسْوَتي في الصَّبْرِ والشُّكْرِ


مَنْ مِثْلُهُ صَابِرٌ، واﻷَجْرَ مُحتَسِبٌ

وَشَاكِرٌ دائمًا في العُسْرِ واليُسْرِ؟


مَنْ مِثلُهُ خَيرُ عَبدٍ مُخلصٍ وأَمِي

نٍ؛ مُستجيبٌ لِنَهيِ اللهِ والأَمْرِ؟


مَن مِثْلُهُ، ذُو حياءِ مُؤْمِنٌ، مُتَوا

ضِعٌ لِرَبِّ البَرَى، القُدُّوسِ، ذِي الكِبْرِ؟


اللهُ أوْحَى إليْهِ الرُّوحَ يُقرٍئُهُ

القرآنَ تَتْرى، وعلّاهُ في القَدْرِ


واللهُ أعصَمَهُ مِن كُلِّ غائِلةٍ

واللهُ أيّدَهُ بِالحَقِّ والنَّصرِ


حديثُهُ لُؤْلُؤٌ مِن ثَغرِهِ مُتَﻷْ

لِئٌ، ويُشتمُّ مِنهُ أطيبُ العِطرِ


لَهُ يَخِرُّ بَعيرٌ ساجدًا، ومَتَى

ما الجِذْعُ حَنَّ إليهِ، خارَ كَالثَّوْرِ


لا فَرقَ بينَ الوَرى إلّا بِفارقةِ

التَّقَوى، فلا فَرقَ بينَ البِيضِ والحُمْرِ


البِرُّ ما راغبٌ لِلنّاسِ رُؤْيتَهُ

واﻹثْمُ ما كارِهٌ، إذ حاكَ في الصَّدرِ


قَلبي لِرؤْيةِ حِبِّي تائِقٌ، وَلِهٌ

وإنّ حُبّي لَعَمْري في دَمِي يَجْري


يَعلُو الكلامُ ويَحلُو في مَدِيحِ مُحَ

مَّدِ، فَيُكْتَبُ بِاﻟﺰِّﺭْﻳﺎﺏِ والتِّبْرِ


مُحَمَّدٌ رَحمةٌ لِلعالَمينَ مِنَ

الرَّحمنِ لِلشَّفْعِ مُهْداةٌ ولِلْوِتْرِ


مَهْما أقُلْ أوْ يَقُلْ في مَدحِهِ اﻷُدَبا

لا نُعْطِهِ حَقَّهُ بِالشِّعرِ والنَّثْرِ


يا رَبِّ صَلِّ عَلَيْهِ دائِمًا، أَبَدًا

مِقْدارَ حَبَّاتِ مَاءِ النَّهْرِ والبَحرِ


وآلِهِ الشُّرَفا، الوارثينَ هُدا

هُ بَعدَهُ، واسْتحقُّوا آيَةَ الطُّهْرِ


وصَحبِهِ النُّجَبا اﻷَخْيارِ، مَنْ تَبِعُوا

الهُدَى، وَأوَّلُهُمْ حَقًّا أبُو بَكْرِ


أَحَبُّ مِنْ نَفْسِهِ والنّاسِ قاطِبةً

مُصَدِّقٌ ما بِهِ يَأْتِي عَلى الفَوْرِ


إنّي فَقيرٌ إلى ربّي ومُلْتَجئٌ

بِهِ أعوذُ مِنَ الشَّيطانِ والفَقْرِ


أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ جَهْدِ البَلاءِ ، وحَوْ

رٍ بَعدَ كَوْرٍ ، وشَرٍّ نالَ مِنْ خَيْرِ


مِنْ قَبْلُ ، لَمْ أَسْتَعِذْ حَتَّى ابْتُليتُ بِبَوْ

طٍ بَانَ فِيهِ رِفاقُ الخَلِّ والخَمْرِ


وإنّ في سَيِّدي، خَيرِ البَرى نَسَبي

عَساهُ مِنْ نَسْلِيَ المَهْدِيُّ؛ مَنْ يَدري؟!


مَنْ يا تُرَى بَعدَ مَوْتِي سَوْفَ يَنْفَعُنِي؟!

سِوَى مَديحِي رَسولَ اللهِ في الشِّعرِ


أوْ كانَ عِنْدِي رَصِيدٌ مِنْ صَالحٍ عَمَلًا

ما صَاتَ في عَلَنٍ، أو بَاتَ في سِرّ


أوْ ماتَ لِي وَلَدٌ طِفْلًا، فَيَشْفَعُ لِي

أوْ كانَ عِنْدِي لِسانٌ دائِمَ الذِّكْرِ


أوْ كَمْ نَفَعتُ الوَرى بِالعِلْمِ مِنْ أَحَدٍ!

أوْ كَمْ حَفَرتُ لِسُقْيا الماءِ مِنْ بِئْرِ!


أوْ كَمْ يَدِي غَرَسَتْ في اﻷَرضِ مِنْ شَجَرٍ

نَخلًا! وكَمْ ثَمَّ قَد أجْرَيْتُ مِنْ نَهْرِ!


أوْ أَنَّني مَسْجدًا شَيَّدتُ في بَلَدٍ

أوْ أنَّني مُصحَفًا وَرَّثْتُ لِلأَجْرِ


أوْ إنْ تَرَكتُ ورائِي صالحًا وَلَدًا

مُستغفرًا لي، ونِعمَ الكَسْبُ مِنْ بَذْرِي


سَبعٌ بِآخِرِ أَبْياتِ القَصِيدِ هُنا

في القَبرِ، أَجْرُها بَعدَ الرَّدى يَجْري


(البحر البسيط)


الجوناء: الشمس.

الروح: جبريل عليه السلام. 

الغَائِلَةُ : الفسادُ والشَّرُّ/الْمُصِيبَةُ، الدَّاهِيَةُ.

ﻭﺍﻟﺰِّﺭْﻳﺎﺏ ﻣﺎء الذهب.

روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه, أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( *تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ جَهْدِ الْبَلاَءِ ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ ، وَسُوءِ الْقَضَاءِ ،وَشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ*).

 جهد البلاء: وهو كل ما أصاب المرءَ من شدة ومشقة, وما لا طاقةَ له به. أو ما ذكره بعض السلف من : قِلَّةُ المالِ مع كثرة العيال.

الحَوْرُ : النَّقص.

الكَوْرُ : الزِّيادة.

البَوْطُ : ﺑﺎﻁَ ﺍﻟﺮﺟﻞُ ﻳَﺒُﻮﻁُ بَوْطاً ﺇِﺫﺍ ﺫَﻝَّ ﺑﻌﺪ ﻋِﺰٍّ ﺃَﻭ ﺇِﺫﺍ ﺍﻓﺘﻘﺮ ﺑﻌﺪ ﻏِﻨﻰً.

ﺍﻟﺨَﻞُّ ﻭﺍﻟﺨَﻤْﺮ : ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺸَّﺮ.


مصطفى يوسف إسماعيل الفرماوي القادري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق