الاثنين، 18 أكتوبر 2021

شمسٌ لا تغيبُ... بقلم الشاعر...سعد محمود الجنابي


= = = = = شمسٌ لا تغيبُ = = = = 

تـنــكَّــر دونَــمــا أمـرٍ يُــريــبُ

............... وأنـكــرَ إذ عـلا رأسي المـشيبُ

ولـم يـعـلـمْ بـأنـي شِــبـتُ مِـنــهُ

............... فـفـي الأفـعـالِ ما مِـنها يُـشـيـبُ

هـو الـدهــرُ الذي يَـقـسو ويُـبلِي

............... فـدهـرٌ عِـشـتُـهُ دهـرٌ عـجـــيـبُ

بَـغَـى، لم يُـبـقِ حــتى ما أداوي

............... بـهِ طـعـــنـاتِـهِ أو أســتــطــيـبُ

فـلا كـالـبغي يـمحـقُ كـلَّ خـيـرٍ

............... كـمـا الإحسانُ تـمحـقُـهُ الـذنوبُ

فـلا أمَــلٌ خــلا ذكـــرايَ ربِّــي

............... ولا غـيـرَ الـمهـيـمِـنِ يستجـيـبُ

وذكــرِ نـبـيِّـهِ خــيــرِ الـبــرايــا

............... وفـي ذكـراهُ تـنـتـعِـشُ الـقـلـوبُ

حــبـيــبُ الله لا أُخــفــيــكَ أنِّـي

............... أتـيـتُ وجـلُّ أفــعـالـي عــيـوبُ

ولا يـسـطـيعُ حـرفي أنْ يُـوافـي

............... ويـوصفُ مَـن لـهُ ذكـرٌ مَهـيـبُ

وقد طغَـتْ الذنوبُ عـلى مقـالي

............... وفـيـهـا عـن مُـواصـلةٍ حُجـوبُ

ويعـلـمُ خـالـقـي مـا فـي فـؤادي

............... هو العـلامُ ما تـحـوي الجُـنُـوبُ

أيـا شـمـسـاً أنـرتَ الـكـونَ لـمَّـا

............... ولـدتَ وكـنـتَ شمساً لا تـغـيـبُ

ولـدتَ ولـيـسَ في الـدنيا جـمالٌ

............... فـعَــمَّ الأرضَ أنـسـامٌ وطــيــبُ

خَـبّـتْ إذ جـئـتَ نـيرانٌ لكسرى

............... فـلـيسَ يُـرى لـهـا قـطٌّ لـهــيـبُ

وقَيصرُ عرشُهُ أبدى اضطراباً

............... تـخـالُ إذا نـظـرتَ بِـهِ وجــيـبُ

وغـيضَ الـماءُ في قـيعـانِ بحـرٍ

............... لساوةَ حـيـنَ كـانَ لـهُ سُـكـوبُ* 

أتـيـتَ إلـى الأنـامِ بـخـيـرِ هـديٍ

............... لـهُ كـلُّ الـخــلائـقُ تـسـتـجـيــبُ

وتُـبـدي لـلـشـفـاعـةِ يـومَ حـشـرٍ

............... بـفــضـلِ اللهِ تُـغــتـفـرُ الـذنـوبُ

فـتـحـتَ لـنـا إلى الـفـردوسِ باباً

............... بهـا مِن جـودِ ربِّـكَ مـا يـطـيـبُ

عـلـيـكَ صلاتُـهُ مـا طـار طـيـرٌ

............... ومـا فـوقَ الـتـرابِ لـهُ دبــيـــبُ


* الماء غاض في بحيرة ساوة عند مولد النبي ص وقال فيها البوصيري(وساءَ ساوةَ أن غاضت بحيرتها = وردَّ واردها بالغيظ حينَ ضمي)

القصيدة من الوافر والقافية من المتواتر

بقلمي / د. سعد محمود الجنابي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق