هذي أنا
======
شيطانُ الشّعر يسألني :
مَن أنت ؟
وأنا أعاقرُ اللحظات بوهمِ لعنة
الشّعراء
أستنطقُ غيمةً عابـرةً،
لحـظةً شاردةً
وقلبًا مُعنَّى
عيناً تَسكُب الآه
ويدًا تَرتَجِف
أسئـلةٌ كـثيـرةٌ
ولا جـوابَ
إذ القصيدةُ تكـتُبني
لا أدري مَن الحائـرُ منَّـا
الشّعـرُ أم نفسي المُعلَّـقةُ
في حبائلِ الصَّمت !
كمجنـونٍ أنا في غَسَـق الغُـروب الهارب
للمَجهول ...
خلفَ البحرِ أَهمي
لكنَّ نـارَ الـفُـؤاد لا تبـرُدُ
واللهيبُ يطفو على وجهي
المُحَرّقِ بِقصيدةِ الأمسْ
وأنا أُحلِّقُ عاليًا فوقَ السَّحابِ
المركونِ بعيدًا عن أرضي
يلوذُ فيهِ جَميلِ أحلامي
وتَعيشُ أسـراري ...
أحـزاني ...
ضحكتي المجنونة
على طرفِ غيمةْ
هذه أنا
دُنيا بـلا إنسـانٍ وبلا حَـدَقٍ
تلـوَّن بالشّعـورِ النّازفِ
أهيمُ في ملكوتِ الكونِ
المُعبَّـأ بزجاجات الألم
والشّعـرُ يتلـوَّن بإحساسٍ يَنِزُّ من دمِ
جريحٌ وليس من مُسعفٍ
حـتّى أصابني العَمى
في ليلٍ مَدفونٍ مُـرهَـقٍ ...
يصرخُ بالحنينِ والشّجن
بالضّياع
والضّياع تيهٌ مضاعفٌ
وكَبدي يَحترقُ لوعةً ...
هذي أنا
طريحـةٌ في زاويةٍ مظلمةٍ، لا ضوء
يَتخلَّل غُرفتي المُدْهِشَةِ
أنتفضُ ألمـًا و صَوتي ممُـزَّقٌ
سيلٌ مِن الدُّموعِ على وسِادَتي
يَمـوتُ دونَ فَيْضٍ مِن هَواهُ
هذي أنا
وحيدةٌ مع السُّهد يَبتلعُني الليلُ
يَترُكني بِلا أجنحةٍ
وظلٌّ جائعٌ متسولٌ بغيـر بـَوْحٍ
هي لعنـةُ الشِّعـرِ تـُلازمني !
كأني أطْحنُ بالماءِ.
================ بقلمي أنمار فؤاد منسي
من ديوان حانات الذّكرى
الثلاثاء، 18 أغسطس 2020
انمار ام أسامة المنسي... هذي انا
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق