أدمع البوح
ما أجملَ البوح إن كانت مقاصدهُ
نحوَ الحبيبِ بشوقِ الحرفِ ترتحلُ
يا سيَّدَ الخلقِ يا نبراسَ من عرفوا
منَّا عليكَ سلامُ اللهِ مُتَّصِلُ
إليكَ تهفو وقد فاضت مشاعرنا
يا خيرَ حرفٍ همى في الشعرِ يحتفلُ
يا خالقَ النفسِ هَبْ للنفسِ منيتها
في حُبِّ طه تهيمُ النفسُ تبتهلُ
إنَّي لأرجو أيا ربي شفاعته
وشربةً هنأتْ ما بعدها غَلَلُ
وتستقيمُ على طُهرٍ ضمائرنا
وتنهلُ النورَ من ذي النورِ تغتسلُ
إليكَ أشكو هوان القومِ يا سندي
وأنتَ أعلمُ كم قالوا وما فعلوا
خلقٌ إذا استنفرَ التاريخُ بأسَهُمُ
تفرَّقتْ بهمُ الأهواءُ والسُبُلُ
هم خيرَ مُخْرَجَةٍ للناسِ أخرجها
ربُّ العبادِ غدتْ بالدينِ تكتملُ
واللهُ فضَّلهم عن غيرهم كَرَماً
يومَ الشفاعةِ عزَّ القولُ والعملُ
تاهتْ بهم سُبُلٌ دانوا لها زمناً
من غيرِ ما أملٍ أغرى بهم أملُ
واستوقفتهم على أطلالها حقبٌ
وناولتهم إلى أهوائهم نِحَلُ
وطاعةُ الله قد كانت لهم وطناً
وينصرُ الله من بالحقِّ يشتملُ
فكيفَ أضحى جلياً صوتُ فُرْقَتهمْ
نارُ التعصُّبِ بين الأهلِ تشتعلُ !!
إنَّ الرجالَ وإن طالتْ مسافتهم
ما ردَّهمْ أبداً عن حلمهم كَلَلُ
والنورُ يسطعُ ما غابت مطالعه
والحقُّ أبلجُ لا خوفٌ ولا زَلَلُ
والقسطُ أولى وعند اللهِ مكرمةٌ
والحبُّ أجملُ إنْ أغرتكمُ الحُلَلُ
يا قومُ أُمَّتُكُمْ في الشرعِ واحدةٌ
من قالَ إنَّكُمُ في أصلكم نِحَلُ
بغدادُ تمشي على الأشواكِ حافيةً
والدهرُ يغضي ولا ينتابه الخجلُ
صنعاءُ تبكي على ما كانَ من ألقٍ
والشامُ تسكنُ في أحشائهِ عِلَلُ
مابالُ قومي وقد ماتت مروءتهم
وقد تَمَلَّكَ في أوصالهم شللُ
فالله ينصرُ أقواماً إذا اتَّحدوا
من ثبَّتَ اللهُ ما قد شابهُ خللُ
والنفسُ تعصفُ إنْ أغويتها شطحتْ
وإن تخلتْ عن الإغواءِ تعتدلُ
ياربُّ هيِّئ لنا من أمرنا رشداً
ذابَ الفؤادُ أسىً ما عاد يحتملُ
عوض الزمزمي
مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق