السبت، 5 سبتمبر 2020

لغتنا الجميلة ... الشاعر... خالد خبازة

 لغتنا الجميلة


في الوزن الشعري


البحث الثامن


في التقييد و الاطلاق :


جاء في كتاب " العمدة في محاسن الشعر و آدابه "


ان من أهم الأمور .. معرفة ما ينشد من الشعر مطلقا ، و مقيدا .


قال أبو القاسم الزجاجي و غيره من أصحاب القوافي :


الشعر ثلاث و ستون ضربا .. لا يجوز اطلاق مقيد منه الا انكسر ، ما خلا ثلاثة أضرب أحدها في الكامل :


أبني لا تظلم بمكة لا الصغير و لا الكبير


يجوز هنا القول " و لا الكبيرا "


و الضرب الثاني من الرمل في قول زيد الخيل :


يا بني الصيداء ردوا فرسي ... انما يفعل هذا بالذليلْ


يمكن القول هنا " بالذليلي "


و الضرب الثالث في المتقارب .. و أنشد الأصمعي و أبو عبيدة :

 

كأني و رحلي اذا زعتها ... على جمزي جازي بالرمال


و قد ذكر الأخفش الأوسط في كتابه " القوافي " في باب التقييد و الاطلاق


أنه لا شيء يجوز فيه التقييد و الاطلاق ، غير هذه الأبيات الثلاثة ، و ما كان على بنائها


و جاء في الكتاب نفسه


أن الجزء اذا تم بحرف الروي ، لم يكن جائزا فيه الاطلاق ، نحو قوله :


و قاتم الأعماق خاوي المخترقْ


فقوله : وِلمخترقْ = مستفعلن ، لو أنك أطلقته ، جاء أكثر من مستفعلن ، فهذا لا يكون . و كذلك :


سبقتَ البرية في غزونا ... بحمل المزاد و نوط القربْ


فقوله : قُرَبْ = فعل 

و لا يمكن القول " قربي " لأنه يكون فعلن ، و لا يكون ههنا . فهذا المقيد لا يجوز اطلاقه .


و أما قوله "


صفية قومي و لا تجزعي ... و بكّي النساء على حمزهْ


فمطلق لأن الزاي حرف الروي متحركة و الهاء هي حرف الوصل ، و ان شئت قلت " على حمزتي " فجعلت التاء رويا و جعلته = فعل .. لأن الهاء اذا وصلت صارت تاء . و التاء لا تكون وصلا ، و قد وضعت العرب التاء مع الهاء في اشعار كثيرة .


يقول أبو النجم :


أقول اذ جئن مدبجاتِ ... ما أقرب الموت من الحياةِ


و منهم من يقول : الحياة ، فيجعلها تاء في الوقف لئلا يختلف الروي ، كما فعل في الوصل ، لأن الوقف في القوافي ، يجيء على غير الوقف في الكلام .


كما أن العرب كانوا يثقلون ما ليس بثقيل .. قال أحدهم :


أقول اذ خرّت على الكلكلِّ


ببازل وجناء أو عيهلِّ


تعرضت لي بمكان حلِّ


تعرض المهرة في الطُّولِّ


هنا شدد حرف الروي


يريد : الكلكلِ و العيهلِ و الحلِ و الطّولِ فثقّل ، لأن قوما من العرب يقولون هذا خالدُّ ، فيثقلون في الوقف ، و أجازوه في الاطلاق .


و في هذا ما يطول شرحه .. و أكتفي بما ذكرت .


.......


خالد ع . خبازة

اللاذقية 

المراجع : عدد من كتب التراث


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق