المُعَلِّمُ""""""
قُمْ لِلمُعَلِّمِ وَفَّهُ التِّنْكِيْلَا
وَاغْلُظْ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيْلَا
شَدِّدْ عَلَيْهِ لَا تَرِقُّ لِحَالِهِ
حَتَّى تَرَاهُ مُنْهَكًا وَذَلِيْلَا
وَلَوِ اسْتَطَعْتَ قَطَعْتَ كُلَّ مَعَاشِهُ
وَإذَا تَبَاكَى أَعْطِهُ المَنْدِيْلَا
وَلَكِي يَكُونَ لِمَنْ تَعَلَّمَ عِبْرَةً
وَلِمَنْ يُفَكِّرُ أَنْ يَكُونَ مَثِيْلَا
تَفْنَى البَشَاشَةُ كُلَّمَا عَذَّبْتَهُ
وَعَطَاؤهُ يَمْسِي سُدًى مَشْلُولَا
فَهْوَ الَّذِي في عِلمِهِ قَدْ ضَامَنِي
وَإذَا أَتى بِالشَّرْحِ كَانَ مَلُولَا
تَعَبَ الدُّرُوسِ لَقَدْ تَرَكْنْا هَمَّهَا
واللَّهْوُ بَاتَ أَنِيْسَنَا وَزَمِيْلا
وإذَ عُصَارَةُ جَهْلِنَا مِدْرَارَةٌ
وَوَلا تُنَا لَا يَظْلِمُونَا فَتِيْلَا
سَلَبَ العُقُولَ جَمِيْعَهَا في سِحْرِهِ
إنَّا لَنَعْلَمُ مَايَقُولُ دَخِيْلَا
وَلَّى زَمَانُ العِلمِ لَا ذِكْرَى لَهُ
لَقَدِ اتَّخَذْنَا الجَاهِلِيْنَ بَدِيْلَا
أَفْتَى الوُلَاةُ جَمِيْعُهُمْ في قَتْلِهِ
لَمَّا رَأَوهُ مَارِقًا وَعَمِيْلَا
مَاذَا أَفَادَكَ غَيْرُ أَنَّكَ خَاسِرٌ
لَو كُنْتُ مِثْلَكَ مَا لَبِثْتُ قَلِيْلَا
إنَّا هَدَمْنَا كُلَّمَا شَيَّدْتَهُ
أَضْحَى طَمُوحُكَ في النُّفُوسِ قَتِيْلَا
كَمْ جَاهِلٍ يَحْظَى بِكُلِّ حَفَاوَةٍ
وَيَنَالُ مِنْ خْيْرِ الُولَاةِ جَزِيْلَا
إنَّا جَعَلنَا كُلَّ أَعْمَى حَاكِمًا
وَلَهُ نُقِرُّ الطَّوعَ والتَّبْجِيْلَا
وَرُؤى العُقُولِ تَبَايَنَتْ وَتَجَهَّلتْ
حَازَتْ رِضَا حُكَّامَنَا وَقَبُولَا
وَتَكَشَّفَتْ لِجَهُولِنَا غَايَاتُهُ
وَغَدَا عَلَيْنَا وَاليًا مَسْئُولَا
ضَلَّ الوُلَاةُ طَرِيْقَهُمْ لَكِنَّهُ
كُثْرُ البَلَاهَةِ زَادَهُمْ تَجْمِيْلَا
قَلبُوا قُوَانِيْنَ الطَّبِيْعَةِ كُلَّهَا
جَعَلُوا مِنَ العَقِلِ الضَّرِيْرِ وَكِيْلَا
أَخَذُوا بِتَجْهِيْلِ العِبَادِ وَأَتْقَنُوا
صُنْعَ العِقَابِ وَأَحكَمُوا التَّكْبِيْلَا
جَحَدُوا مَكَانَكَ عِنْدَهُمْ فَلأنَّهُمُ
قَدْ أَدْرَكُوا سُلطَانَهُم مَرْذُولَا
لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ الزَّوَالَ مَصِيْرُهُمْ
وَالمُلْكُ يَبْلَى لَنْ يَدُومَ طَوِيْلَا
وَلَقدْ ذَمَمْتُكَ وَاليَرَاعُ يَذُمُّنِي
وَغَدَوتُ في وَجْهِ الزَّمَانِ عَذُولَا
وَلتَفْتَخِرْ فَلأنْتَ مَنَ كَشَفَ الدُّجَى
وَبَنَيْتَ مَجْدًا سَامِيًا مَجْبُولَا
حَتَّى وَإنْ أَخْفُوا مَكَانَكَ أَو ثَوَى
يَبْقَى سِرَاجُكَ مَشْعَلًا قِنْدِيْلَا
أَنْتَ الَّذِي بِالخَيْرِ رُوحُكَ لَمْ يَزَلْ
عَلمًا وَفيًا مُلهِمًا وَنَبِيْلَا
تَبًّا لِحُكَّامٍ أَضَلُوا شَبَابَنَا
جَعَلوا الطَّرِيْقُ لِفِكْرِهمْ مَغْلُولَا
يَسْمُو بِنَا في نُورِهِ ونُعِيْبُهُ
مَا كَانَ يَعْلَمُ لِلرِّجَالِ ذُيُولَا
تَجْرِي المَظَالِمُ والمَشَقَّةُ بَعْدَهُ
أَضْحَى وَحِيْدًا مُحْبَطًا مَخْذُولَا
لَوْلَا هُدَاهُ مَا بَنِيْنَا مَجْدَنَا
وَلَمَا عَرَفَنَا لِلنُّهُوضِ سَبِيْلَا
فَتَعَلَّمُوا مِنْ كَفِّهِ قَبَسَ الهُدَى
يُلقِي عَلَيْكمْ لِلغَبَاءِ حُلُولَا
لَا خَيْرَ في أَعَمَالِكُمْ إِنْ لَمْ تَرَوا
بِعُيُونِهِ سِرَّ الوُجُودِ جَميْلَا
أبو مروان السعيدي
الأحد، 7 نوفمبر 2021
المُعَلِّمُ... بقلم الشاعر...ابو مروان السعيدي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق