الثلاثاء، 30 نوفمبر 2021

حلم.. بقلم الشاعر...أبو مظفر العموري رمضان الأحمد


 حلم

ّّّ......

مِن شِدَّةِ الوَجدِ باحَ القلبُ بالدًّررِ

فصرتُ صَبَّاً أقاسي قسوةَ القَدَرِ


شوقي عجيبٌ لبَدرٍ حين أذكرُها

يجنُّ ليلي بلا نومٍ ولا سَهَرِ


لا يهدأُ الليلٌ إلَّا أن يراودني

حلمٌ غريبٌ كطيفِ الشمس بالسحَرِ


تأتي كما الصبحِ والانفاسُ عاطرةً

كي تمتطي صهوةَ الأشوقِ والسَّمَرِ


جاءَت علىٰ عجلٍ كالشمسِ إن طلعت

خيوطُها غزلَتْ في أروعِ الصوَرِ


تَندَسُّ قربي بلا خَوف ولا وجلٍ

إحسُّ في دفئِها الممزوجِ بالخَفَرِ


تلفَّني. بِحنانٍ لا مثيلَ لَهُ

كما احتضانِ أديمَ الصيفِ للمطَرِ


يمتدُّ جِزئِي على كُلِّي فينعِشني

فيشعلُ الجمرَ في جَنبَيَّ كالشررِ


يفوحُ منها عبيرٌ لا وجودَ لَهُ

إلَّا بِجَوفِ مهاةٍ نافِذٍ عَطِرِ


أسيلةُ الخَدِّ إن فَكَّت ظَفيرَتَها

أحسستُ إن أدبرَت خوداً من الغجرِ


تزدادُ قرباً إذا تزدادُ لَهفَتُها

كالريمِ إنْ شرَدَت عَن رَبرَبٍ حَذِرِ


فَضَّلتُ نومي على صحوي بساعتها

فمتعةِ اللمسِ تعلو متعةَ النظرٍ


تشكو إليَّ لهيبَ الشوقِ من زَمَنٍ

مثلَ اليمامةِ إن ناحَت من الوَتَرِ


وحرقةَ الدمعِ قد أدمَت محاجرها

وتشتكي ثقلَ ليلٍ دامسٍ خَطِِرِ


وتلفظُ الآهَ من أعماقِ حسرتها

كأنَّها الويلُ لا تبقي ولم تَذَرِ


أدَرتُ طرفي إليها .كي أُشاهِدَها

فما رأيتُ سوى بَعضاً منَ الأثَرٍ


فصرتُ أهذي بقولٍ لَستُ أفقَهُهُ 

العشقِ في القلبِ ليس العشقِ بالبَصَرِ

......................

أبو مظفر العموري

رمضان الأحمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق