الاثنين، 29 نوفمبر 2021

☆《...و شُلَّ الجناحُ...》☆بقلم الشاعرة... سعيده باش طبجي


 : معارضة لقصيدة  المتنبي في سيف الدولة الحمداني:

( أرَى ذلك القربَ صارَ ازْورارا ☆

و صارَ طويلُ السّلامِ اخْتِصارا☆)


       ☆《...و شُلَّ الجناحُ...》☆


أرَى ذلك الشّهدَ أضْحَى مَرارَا

و صارتْ دُروبُ الأماني غُبارَا☆


و أنْشبَ ذئْبُ الظلامِ أظافَرهُ 

الفاتكاتِ بنَحرِ العذارَى☆


وبرْدُ اللّواعجِ أضْحَى صقيعًا

و نارُ المواجعِ أمْسَتْ أُوَارَا☆


و ردَّدتْ الرّيحُ صَوْتَ أسَاها

و كانَ صَداها بقلْبي انْكِسارَا☆


وشُلَّ جناحُ الطيورِ الشَّوادي

و تاه الفَراشُ فلمْ يلْقَ نارَا ☆


و لمْ يلْقَ ليلُ الأماسِي سَميرًا

و لمْ يلْقَ فجرُ الأماني نَهارَا☆


وضَنَّتْ عَليْنا مرُوجُ القوافي

بِشِعْرٍ يفيضُ فيهْمي نُضَارَا ☆


و حَلَّ بفَيْءِ القصيدِ  قَتامٌ

فصُمْنا عَن الشّعرِ عَجْزا و عارَا☆


و ها أنا ذَا في هَجيرِ حنيني

أخُوضُ الفيافي و أعلو البِحارا☆


و يَجْتاحُني زمْهريرُ الجَليدِ

و برْدُ الرُّخامِ سَكنتُهُ دارَا ☆


بكُلِّ الأسَى و الجَوَى في شِغافي

أهيمُ حنينًا بدْربِ الحَيارَى ☆


                       ☆□☆□☆


و كنتُ قديمًا بفَيْء شَبابي

أعيشُ الهوَى صَبْوةً وانْتصارا☆


و أرشفُ كأسَ الأمانِي دِهاقًا

و أشْعِلُ عِشقي بنبْضي فَنارا ☆


أجُوسُ بعشْقي غِمارَ القوافي

وأقْتاتُ منْها شذًا و انْبهارا ☆


وأشْتقُّ فتْنةَ حرفي بِنَبْضٍ

يَفِيضُ بَهارًا و نُورًا و نارَا ☆


أهزُّ إليَّ  بجذْع الكَلامِ

فينْسابُ فُلّا وآسًا و غَارا☆


وكانتْ حُروفي سَنابلَ تبٍْر

تَمايلُ جَذْلى يَمينًا يَسَارا ☆


تَوَسَّدُ فيْءَ الهوَى و الجَماِلِ

و تزهُو انتِصارا و تهفُو فَخارا ☆


و كان يَراعي بِحِضْن القَوافي

قدْ احتَرَفَ الحُبَّ سِرًّا... جِهارا☆


وجاءَ اليْكُمْ تأَّبَّطَ عِشْقا

و شِعرًا على الكوْنِ فاضَ و فارَا☆


                       ☆□☆□☆


و مَاذَا أنا اليَومَ غير رُفاتٍ

أعيشُ انْكِسَاري مَرارًا مِرارَا☆


فَهلْ يا تُرَى ذاتَ عِشْقٍ و شِعرٍ

أعُودُ لأجْنِي اللآلِي كِبارَا   ؟؟؟ ☆

      

                 ☆《سعيدة باشطبجي -تونس》☆

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق