الأحد، 28 نوفمبر 2021

عارض هطل.. بقلم الشاعر...خالد خبازة


 عارض هطل

قصيدة من البسيط .. و القافية من المتراكب ..  أنشرها كاملة 

سما ليلحقَ بالعليـــــــــــــــــاءِ فاتَّصــــــــلا 

.....................................و جاوزَ الشمسَ حيــــــنًا .. و اعتــلى زُحَــلا

سعــتْ بــه  للعلى أنــــداءُ قافيــــــــــــــــــةٍ 

.....................................حـــتى إذا سابقتــه النــــيراتُ ، عــــــــــــــلا (1 )

كم داعَبـــتْهُ نسيمــــاتُ الضحى ،  فمـضى 

.....................................شوقـًا.. يُضـاحكَ أزهــارَ الرُّبـــــا  خجِــــــلا

معانقـــًا في الـــــدُّجى لألاءَ نيـِّـــــــــــــرةٍ 

......................................والعتــمُ كحَّــلَ جــفنَ الأفــقِ .. فاكتـــحـــــلا (1)

يمشــي ..  تحـفُّ بــهِ  مــــنْ كلِّ فـاتنــــــةٍ 

.....................................مَشيَ  الغويِّ  ..  إذا داعبْنـَـــهُ ..  ثمــــــــــلا

يرشُفنَ منـــــهُ سلافــــًا ، وحيَ ســــاحرةٍ 

....................................أهدتْ لـه من معـــينِ الحـــرفِ ..   ماغَفَـــلا

قـــد حمَّلتـــــه المعـــالي كلَّ غـــــــــاليـــةٍ  

....................................وكم تنــاثرَ ما قــد حــــازَ ..   أو حَمــــــــــلا

حازَ الهـوى .. والمعاني الغــــــرَّ ممـلكــةً 

....................................والحبَّ ، والـــوحيَ ، والإلهــامَ ..  والأمـَـــلا

دوحٌ .. ترنَّحَ من سكــرٍ ، وقـــد هتــــــفتْ 

.....................................له القــــوافيَ : هـــاكَ الحرفَ .. فاعتـــــــدلا (2)

نشــوانَ ..  يشـــربُ من زقِّ ، و من ألـَـق  

.......................................يعــــبُّ من خمــرةِ الحرفِ الــــذي ثمــــلا (3)

....................

طِرفٌ يراهنُ ساحاتِ العلى .. فعــلا

..............................و سابقَ الريحَ .. فانـداحتْ له خجـلا (1)

و استنبتَ الحــبَّ من أزهارِ قافيـــة

 ...............................ليوقدَ الفكرَ في ضـوء النهى شعـلا 

ويقطفُ الأحـرفَ الزهــــــراءَ أغنيةً 

..............................تسمو بأحرفها لحنًا .. سرى غــزِلا

يعـــــالجُ الحـــرفَ ،  بــــالأفكار محكمــةً 

.......................................فـان أطلـَّـت على وجــدانـِـــه ، اخـــــــتزلا

يجلو الغبارَ عليــــــها ، و هي تائهــــــــةٌ 

........................................فان أفاقتْ ، أضافَ الخمرَ ، و العَسَـــــــلا

حـتى اذا  روَّض المعــنى  و أخرَجَهــــــــا 

.......................................ريــانةً .. ذهبـــتْ أبياتـُــــــها مثـــــــــــــلا

رسَــــتْ على شاطئ  الوجدانِ ، مهجتـُـــهُ 

......................................تمضي الى عالمٍ ، مــــــدَّت لــه السُبــــــــلا

يغفـــو على لجـَّــةِ الأشــــــــواقِ أغنيـــــةً 

.......................................يُغالــبُ الــوجدَ بالحلمِ الذي  اكتَمـَـــــــــــلا

يُغالـِـبُ النفسَ ،  حينًا  ،  في تـــــواضُعِهِ 

...................................فكلَّمـــا  صعــــــدتْ نحـــو العـلـى ..  نـــــزلا

....

يُعطي  ،  ويوصِلُ  كـــنزًا من فرائـِــــــدِهِ 

.................................وللمعـــــاليَ ..  ما أعطى .. و  ما وصــــــــــلا

أعطى البلاغَــةَ سفــــراً ، والبيــــانَ رؤىً 

...................................... و النثرَ ريحانــةً ،  و الشعرَ كأسَ طلـــــــى

فأسكرَ الفــــــــكرَ من صهبــاءِ قافيـــــــــةٍ 

.......................................ومتـَّـعَ العقـــلَ ، والآذانَ ، والمُقـــــــــــــلا

وربَّ  ســوســنةٍ ، في الروضِ  ، تسألُــه 

.....................................أليسَ  يعصـرُ  راحَ  الحرفِ ؟  قـال : بلى !

سرتْ بــه ، في الليـــــــالي الـــدُّهم هِمتـُــه 

......................................يسعى الى قـــدرٍ ..  نحـــو العلى وصــــــلا

إيمانُه بالقوافـــي ، بــعضُ شــــــرعتـِـــــهِ 

........................................لكـــنَّها أصبحــتْ  في شــرعِـهِ ، نِحــــــلا

فجالَ في طـــــرقِ الإلهامِ منتشيــــــــــًا 

.....................................ليستــحمَّ ينـــورِ الفـــــكرِ ..   إذ   كمـــــــــلا

غــــــــافٍ عــلى سُــدَّةِ التاريـــخِ متــــكئًا 

.....................................عــصا الزمـــانِ ..  ويســـعى فيــه مُنتقـــــلا (4)

.............

جَونٌ من السُّحب جابَ الأفق و انتقلا

................................... و سابق الريح حتى عانقت زحلا

و أطلق الشهد في أنسام قافية

................................... حتى أعــــاد الى أبياتها الأملا

يتيــــهُ فـــــوقَ المعاني ، وهي غافيــــةٌ 

...................................بــينَ الحــروفِ ..  إذا ما أوقِظــتْ .. صقـــلا

سفينــةً في خِضــمِّ المَــوجِ عانقَهـــــــــا 

....................................هُــوج الريـاحِ .. ولولا الوجــد ..  لن تصــلا

حــتى إذا بلـــغتْ شطــآنَ قافيــــــةٍ 

...................................أرســى قواعدَها ..  واســـتنبطَ  العـِـــــــــللا

في غَيهبٍ .. من معينِ الشعرِ  ضمـَّـــخها 

...................................نــدى القوافي ..  فأغنى العــارضَ الهطـِــلا (5)

.............

تَعـــلو الى شاهقٍ -  في الحق - همتـُـــهُ 

..................................إلا إلى بـــــــاطلٍ .. إمّــــا دعــاه ُ.. فـــــــلا

يصــوغ بالحـــــرفِ عقــدًا من لآلِئـــــه 

..................................ومــن ثغــورِ العــذارى .. نمـَّــقَ الجُمـــــلا (6)

حــتى اذا استُـنفِرَت أسبابُها ،  ضُبــِطت 

..................................أبيــــاتُها صوراً ،  واستُكمِلت  .. عقـــــــلا

فان بـكى حـرقةً من دهــرِه .. ضحِكــت 

..................................لـه القـوافي ، فصـاغَ العِقــدَ ..  و ارتجــــلا

نارٌ  وبــركانُ ، إن فجَّــرتَ ثـــــــــورتَه 

..................................على  العِدا .. وســـــــــــلافٌ إن هو ثمــــلا

هــو الهــزارُ .. إذا هيجتــــه شَجَنـــــــــًا 

...................................وان ترفَّقتَ ، كانَ الحـــبَّ ، و الغـــــــــزلا

هـــذا الـــــذي دوَّخ الدنيـــــــا بقافيـــــةٍ 

.................................. فــــكيفَ تُنـــــكرُه يومــًا .. إذا رحـــــــــلا

.............

 اللاذقية آب  2007

 خالد عبدالقادر خبازة

المفردات 

1- النيرات : مفردها نيرة .. أي النجمة .. و المقصود .. نجوم السماء 

2- دوح : الدوح ..  مفردها  دوحة .. و هي الشجرة الكبيرة الباسقة و الوارفة يستظل به ..  من اي نوع من الشجر كانت 

هاك : اسم فعل أمر  بمعنى .. خذ .

3- زق : الزق .. وعاء للخمرة ... 

يعب : من الفعل عبَّ أي شرب دون تنفس  .

4- سدة التاريخ : أي باب التاريخ 

5- العارض الهطل : السيل العارم .. و المقصود به هنا .. الشعر بشكل عام 

6- نمق : ..  التنميق : النقش  و التزيين .. و نمّق :  نقش و زيّن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق