الخميس، 28 يوليو 2022

فضفضة... بقلم الشاعرة... زكية ابو شاويش


 فضفضة ____________________________البحر : الوافر

كتمتُ مشاعرَ الحزنِ الدَّفينِ ___ بقلبٍ لا يملُّ من الأنينِ

ولم أشكُ العذابَ لغيرِ ربٍّ ___ رحيمٍ بالعبادِ مدى السنين

وذا  يومٌ  يمرُّ  بلا  عناءٍ ___ فينثالُ  الجواءُ  من  الدَّفين

تفجَّرت المدامعُ من سكاتٍ___ ولا نطقٌ يترجمُ من مبين

أرى الأنهارَ تجري من عيوني___بغيرِ توقفٍ مع كلِّ طين

لذكرى قد تمرُّ على خيالٍ ___فتنهمرُ الشجونُ معَ الحنين

..............

تضيقُ بِيَ الحياةُ وكلُّ شيءٍ ___تحقَّقَ كانَ حلماً للأمين

وجرحاً قد نكأتُ بغيرِ قصدٍ ___فسالت منهُ أوضارُ القرين

ويأتي من يحايلني فأمضي___ مع الأحزانِ والضَّعف المهين

سأذهبُ للمقابر إذ هجرنا ___ زياراتِ الأحبَّةِ من لعين

فَداءٌ  يحجرُ  الأفرادَ  حتَّى ___ يوافي من لهُ وصلٌ لدين

تفجَّرت المشاعرُ بعدَ كبتٍ ___فزادَ محرّقٌ تحتَ الجبين

..................

تقولُ لي الحفيدةُ لا تراعي ___ سنذهبُ للمقابرِ بعدَ حينِ

قرأنا  ما  تيسَّر  وانتهينا ___ إلى شطٍّ  تباعدَ عن  بدين 

فلا الأقدامُ غاصت في رمالٍ ___ وفوقَ الفرشِ سرتُ مع المعين

نزلنا في  نهايةِ كلِّ شوطٍ ___ لأمواجٍ  تدافعُ  عن  ثمين 

وقد وصلت لخاصرةٍ بقذفٍ___ليأخذَ كلَّ حزنٍ من عرينِ

بقينا  ساعةً والموجُ يدنو ___ ويسحبنا لأعماقِ المهين

......................

وما اسطاعت قوايَ على رحيلٍ___ وذا غرقٌ يحقَّقُ للسمين

ويأتي  بعضُ  شبَّانٍ  لحملٍ ___ بكلِّ عزيمة  فوقَ  المتين

ونرجِعُ بعدَ أن زالت همومٌ ___ برملٍ قد حملنا كالجنين

وفي الحمَّامِ بانَ الضَّعفُ فينا ___ ونخرجُ للصلاةِ مع المبينِ

أردنا  راحةً  وعلى  سريرٍ ___ يوافينا عذابٌ من  مهين

ولم يترك لأقدامٍ مريحاً ___بشدٍّ ليسَ يهدأُ كالهجين

...................

وتأتيني البنات بكلِّ دهنٍ___ وتدليكٍ يقرِّبُ كلَّ لين

وفي السَّاقينِ شدٌّ لا يبالي___ بأيِّ معالجٍ صوبَ الأنين

وطالَ دعاؤنا من كلِّ لونٍ ___ يدافع عن حمى تحت المشينِ

شياطينُ العذابِ لها جزاءٌ ___ بدنيا أو  بأُخرى، ذا يقيني

فحمداً يا إلهي أن شفينا ___ وشدٌّ قد تباعدَ عن رهين

صلاةٌ والسَّلامُ على نبيٍِّ ___له البشرى بصونٍ بعدَ دين

.....................

الاثنين  26  ذو  الحجَّة  1332  ه

25  يوليو  2022 م 

زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق