السبت، 23 يوليو 2022

أعيديني..شعر د. فارس الخفاجي


 أعيديني

كتبت بتاريخ 11/7/2022

بَدا وَهماً غَرامُكِ فَاستَقيلي = أعيديني إلى الزَّمَنِ الجَميلِ

أعيديني إلى حُلمي المُفَدّى = وَتَغريدِ البَلابِلِ في الحُقولِ

فَهَلْ يُرضيكِ ما أظرَمتِ فيها = وما إنتابَ الخَمائِلَ من ذُبولِ

وَقَبلَ الحُبِّ كُنتُ أنامُ لَيلي = بِلا سُهدٍ ولا داءٍ وَبيلِ

طَوَيتُ الدَّربَ لم أَجنِ وُصولاً = فَما أقسى المَسيرَ بِلا وُصولِ

أُصارِعُ في ظَلامِ الليلِ تِيهي = نُجومُ الليلِ ما عادَتْ دَليلي

وَمن بُؤسِ الخَيالِ رَسَمتُ بَدراً = لِيَأخُذَني إلى ظِلٍّ ظَليلِ

وَذلِكَ مَسمَعي قد ذابَ شَوقاً = لِصَوتِ النَّايِ والنَّغَمِ الأصيلِ

أعيديني إلى وَجهِ المَرايا = رَبيعاً زاهِراً بَينَ الفُصولِ

دَعيني أَستَعيدُ حَنينَ رُوحي = إلى جيلٍ عَظيمٍ مِثلَ جيلي

إلى عَهدِ الطُفولَةِ إنَّ فيها = خَلاصَ النَّفسِ من هَمٍّ ثَقيلِ

إلى زَمَنِ الأَزِّقَةِ والحَواري = إلى عَيشٍ بِلا قالٍ وَقيلِ

فَقَدْ فَقَدَتْ تَوازُنَها خُطانا = بِعاصِفَةِ التَّطَفُلِ والفُضولِ

وَمُذ حَضَرَ الغَرامُ فَقَدتُ عَقلي = أَ عاقِبَةُ الهَوى فَقدُ العُقولِ

جُنونُ الشِّعرِ تَقليدٌ قَديمٌ = كَتَقليدِ الوُقوفِ على الطُّلولِ

وما أردى الهَوى رَهطَ المَعالي = من الشُّعَراءِ من صِنفِ الفُحولِ

هُمُ الصِّيدُ الأُباةُ بِكُلِّ أَرضٍ = بِثَورَتِهم على الزَّمَنِ الجَهولِ

وهُمْ أهلُ الفَصاحَةِ والمَعاني = وَأَهلُ الصَّبرِ والنَّفَسِ الطَّويلِ

وَلَو أنّي هَجَوتُ الحُبَّ يَوماً = أَتَحظى مُفرَداتي بالقَبولِ

أعيدي زَهوَ قافِيَتي وَشِعري = وَعَزفي فَوقَ أوزانِ الخَليلِ

وَكَمْ أَغراكِ في بَوحي بِأَني = أَجدتُ الوَصفَ للخَدِّ الأَسيلِ

وَكَمْ قَدَّمتُ في نُظمي اعتِذاراً = لِحُسنِ الوَجهِ والطَّرفِ الكَحيلِ

أَما يَكفيكَ مَدحاً يا غَراماً = بِطُولِ الدَّهرِ لمْ تَشفِّ غَليلي

سَيَخلو العُمرُ إلا من صُراخٍ = وَأبواقٍ تَحُثُّ على الرَّحيلِ

رَجَوتُ الحُبَّ أنْ يَبقى بَعيداً = وَيُبقيني على الحُلمِ الخَجولِ

أعيديني لِشاطئِ ذِكرَياتي = لِيَرويني كَمِثلِ السَّلسَبيلِ

أعيديني لأحيا في نَعيمٍ = لِمَزرَعَتي وَأرطابِ النَّخيلِ

وَفُكّي القَيدَ عَنّي وَاتركيني = كَمِثلِ الطَّيرِ أَمضي في سَبيلي


شعر د. فارس الخفاجي

العراق _ بابل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق