***السَّــاعــي إلى الــزُّهْــــدِ***
ضاقَتْ وبِـتُّ على حَـوَاشي اللِّيــفِ
أتأمَّلُ الدُّنيا بِقَلْبِ أسيــفِ
وَالفَقْرُ بادٍ، مُشْتَهٍ في خِفَّــةٍ
رَعناءَ قـد فاقَتْ رِياحَ الهُــوفِ
مُتَـبَصِّـرَاً والخَوفُ مِـلءُ جَوارِحي
أجثو لربٍّ بالفَقِيرِ رؤوفِ
مُتَـخَوِّفــًا من حَاصِبٍ مُتأجِّجٍ
لم يبقَ مَن لاقاهُ عَبْدَ لَطِـيفِ
★★★
قالتْ : أأنت هُـنا ؟ فأين مَآثِرٌ
قد كُـنتَ تَرغَبُها بِصَبْـرِ عَزُوفِ ؟
أينَ البَلاءُ؟ وأين فَقرٌ مُدْقِـعٌ
في ظلِّ عَزْمٍ في الصُّمُودِ وَريـفِ؟
هاتِ النَّحِيبَ مُلَحَّـنــًا مُتواتِرًا
في نابِضٍ مثل الهَشيمِ ضَعِيفِ
وحَسيسـهُ لَفْحٌ ووِديَانٌ إذا
جابَ العُلا يأتي بكلِّ مُخِيـفِ
هلَّا رَكِبْـتَ مِن العَزائمِ ناقة ً
جَعلتْ مُقامَكَ فوقَ كلِّ شَريفِ؟
وأنا الَّتي أمسَـكـتُ طاقـَـة َ ضَوئِها
عن وحي قلبٍ زائغٍ وعَنِيـفِ
هو قاتمٌ يَبكي العِنادَ وإنَّـهُ
في زُهدِهِ مثل الهُدى المَقصُوفِ
هيَّـا ففي الأمسِ البَعيد لآلئٌ
طافتْ بِنا والخَمرُ رِيح كُفوفِ
وأَعِدْ لنا ما دارَ تحتَ غطائِهِ
مَنْ قد رآهُ ولم يَكُنْ بِشغوفِ
وارقصْ كما عوَّدتنا مُترنِّحًا
بالغانيات بِخصرِكَ المَرهُوفِ
هذا خلاصٌ قد بَدَا مِن زُمرَةٍ
تَرجو هَناكَ وأنت خَيرُ حَليفِ
★★★
يا زُمرةَ العَـهـد المُغَرِّر إنَّنِي
أصبحتُ في مَثوايَ خَيرَ عَفِـيفِ
قلبي المُنَقـَّـى لا يَدينُ بِدَقـَّـةٍ
تُفضي مَفاتِنُها إلى تَجْـريفـي
حَـوَاشي: جمع حاشية والحاشية من كل شيء جانبه أو طرفُهُ
اللِّيفُ : قِشْرُ النَّخل الذي يُجاور السَّعَف أسيــف: حَزين أو رقيق القلب
خِفَّــةٍ: طيش، حماقة مع سرعة في الحركة
الهُوفُ: الريحُ الهوجاءُ حارَّةً كانت أَو باردة حاصب : ريح شديدة تحمل التراب وصغار الحجارة مُتأجِّج: مُلْتَهِبٌ، حَارٌّ شَدِيدٌ عَزُوفِ: مُبْتَعِدٌ، مُمْتَنِعٌ وَريـفِ: مُمتدٌّ طويل نابِضٍ: إشارة إلى القلب الهَشيمِ: كلّ ما جفّ ويَبسَ من النَّبات والشَّجَر الحَسيس: صوت خفيّ تسمعه يتحرّك قريبًا منك ولا تراه لَفْحٌ : ريح حارة شديدة وَمُحرقة المَرهُوفِ: الدقيق أو الرقيق
محمد إبراهيم الفلاح
الاثنين، 25 يوليو 2022
السَّــاعــي إلى الــزُّهْــــدِ... بقلم الشاعر...محمد إبراهيم الفلاح
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق