السبت، 30 يوليو 2022

هاجر... بقلم الشاعر.. معروف عمار


أبيات بمناسبة الهجرة المباركة


هاجر

===

هـاجِـرْ فأنت بعَـيـنِ الـحِـفـظِ والمَـدَدِ

تَـرعَـى جَـنـانَـكَ بالإلـهـامِ والـرَّشَــدِ


واصبر فإنك في أيْـدِ الذي خَضَعَتْ

لــه الـجـبـابـرُ والـفِـرعـونُ ذو الوَتَدِ


مِن شَرِّ أهلِ الهوَى تَحوِيكَ عِصمَتُهُ

ومِن أذَى النافِثاتِ السُّودِ في العُقَدِ


تَحدُوكَ في الموكبِ الميمونِ أجنحةٌ

مِن الأمـانِ وظِـلِّ الـواحـــدِ الـصَّـمَدِ


إنْ كان غَرَّهُمُ في العَدِّ كَثرَتُهُم

فأين هم مِن جُنودِ الله في العَدَدِ


وإنْ ْ هُمُ اتَّخَذوا أصنامَهم عَضُدًا

فكيف بالله مِن دِرعٍ ومِن عَضُدِ


إنَّ الـعـنــايـةَ إذْ تَـغـشــاكَ رايـتُـهــا

فَـثِـقْ بنَـصـرٍ عـزيـزِ الرُّكنِ والعَمَدِ


ويَصفَعُ الخِزيُ أعناقَ الألَى كَفَـروا

ويـَجـرَعـونَ كُـؤوسَ الـذلِّ والـكَمَـدِ


تَـبـًّـا لأفـئـــدةٍ شـاهَـتْ مَـعــالِـمُـهــا

خاسَ النـباتُ فلم يُخرِجْ سِوَى النَّكِدِ


شَمسُ الهُدَى سَطَعَتْ لا غَيمَ يَختِلُها

أمْ أنَّ ناظِرَها يَشكو مِن الرَّمَدِ


تَبَّّتْ يَدُ الحِقدِ إذ حاكَتْ مَكِيدَتَها

فكان في نَحرِها ما حِيكَ مِن لَدَدِ


وطَوَّقَتْ رِبقَةُ الخُذلانِ مِعصَمَها

وهي العزيزةُ في الأنصار والعُدَدِ


الحُمقُ يَـدفَـعُ نحـو الـحَـتفِ صاحبَه

ويُهلِكُ الـغِـرَّ فوق الماء وهو صَدِي


قــد نـاصَـبـوكَ عَـداءً دونـمـا سببٍ

غـيــر الـتَّـكَـبـُّـرِ والإنكـار والحَسَـدِ


هـم يـعـلـمـون بأنَّ الحقَّ غيرُ خَفٍي

فـمـا تَـقُـولُ لأهـلِ الـزورِ والـفَـنَــدِ ؟!


الله فـي نـحــرهـم والـعـارُ يلطمهم

فلاعـلـيــك وجُـنـدُ الله في الـرَّصَـدِ


فاسلُكْ سبيلَكَ نحو الحق وامضِ له

فأنت في الرَّمْيِ والقَهَّـارُ في السَّدَدِ


ومَن يَقودُ عَنانَ النُّورِ في لُجَجٍ

مِن الظلام إذا ما أنتَ لمْ تَقُدِ


ومَن يُغَيِّبُ وَجهَ الشِّركِ يَطمُرُهُ

في الأسفَلِينَ إذا بالنَّصرِ لم تَعُدِ


مَن ذا الذي لِجِيادِ الحقِّ يُسرِجُها

وأنتَ سَيِّدُ أهلِ الصَّبرِ والجَلَدِ


أنت المُؤَيَّدُ ، لاتَـحـزَنْ على وطنٍ

تَـرَكـتَ فـيــه رَجـِيَّ الأهـلِ والوَلَدِ


الخيرُ أنتَ له نَبعٌ وأنتَ به

نَهرٌ يَفيضُ على الدنيا إلى الأبَدِ


إنْ أخرجوك إلى الآفاقِ مُضطَهَدا

فسوف تَـرجـِعُ منصورا إلى البَـلَدِ


يَبقَى الخِضَمُّ سَرِيٍّا لا يَغِيضُ له

ماءٌ ، وتَمضِي جُفاءً رَغوَةُ الزَّبَدِ


إنَّ الـذي كَفُّهُ أسْدَتْ  إلـيـك هـُـدًى 

مِن الـكـتــابِ لَـذو عـَـونٍ لكم ويَـدِ

-----------------------------

  معروف عمار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق