متاهة المشاعر
بقلم الشاعر عمر بلقاضي
***
إلى المجهول يحملنا الجمود ُ... مشاعرُنا صخورٌ أو حديدُ
نسيرُ إلى الغمامِ بلا رشادٍ ... تمنِّينا المَباسمُ والوعودُ
ولكنّ الغمامَ مكانُ بأسٍ ... تعَاورَهُ البوارق ُوالرُّعودُ
لقد بات الودادُ بلا شعورٍ ... كجذع في البريّة لا يفيدُ
فغاياتُ الجوانح بعضُ طينٍ ... نهايتُه التَّعفُّنُ والصَّديدُ
فلا تخدع ْبدربٍ من بياض ٍ ... حقيقته سرابٌ أو جليدُ
يقود إلى المتاهة والضّياعِ ... حبائله الرَّوادفُ والقُدودُ
إذا رمْت الغوانيَ في هيامٍ ... يُعذبُك التَّمنُّعُ والصُّدود
فدعك من التَّغزُّل والتّصابي ... حياتُك بعد موتك لا تعودُ
وشمِّرْ للعبادة في خشوعٍ ... لك الأجرُ المُضاعَفُ والمزيدُ
وزكِّ النّفسَ تسلمْ من ضناها ... فنفسُك في الحياة لها حدودُ
إذا دستَ المحارمَ مُستخفًّا ... وأغوتكَ المَباسمُ والخدودُ
فويلك من عقابٍ لا يُحابي ... مطيعُ النّفسِ يرسبُ لا يسودُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق