الأربعاء، 29 يونيو 2022

نقش على جبين القمر.. بقلم الشاعر خالد خبازة


 نقش على جبين القمر

قصيدة من البسيط .. و القافية من المتراكب .. أنشرها كاملة

سما ليلحقَ بالعليـــــــاءِ فاتَّصــــــــلا

............................... وجاوزَ الشمسَ حينًا .. واعتـلى زُحَلا

سعــتْ بــه للعلى أنــــداءُ قافيــــــــةٍ

................................ حتى إذا سابقتــه النيراتُ ، عـــــــــلا (1 )

كم داعَـتْهُ نسيماتُ الضحى .. فمضى

................................شوقـًا.. يُضاحكَ أزهارَ الرُّبـا خجِـلا

معانقـــًا في الــــدُّجى لألاءَ نيـِّــــــرةٍ

................................والعتمُ كحَّـلَ جــفنَ الأفـقِ .. فاكتحـلا (1)

يمشــي .. تحـفُّ بهِ مـنْ كلِّ فـاتنـةٍ

...............................مَشيَ الغويِّ .. إذا داعبْنـَهُ .. ثمـلا

يرشُفنَ منـهُ سلافــًا وحـــيَ سـاحرةٍ

..............................أهدتْ لـه من معينِ الحرفِ .. ماغَفَلا

قـــد حمَّلتـــه المعــــالي كلَّ غـاليـــةٍ

..............................وكم تناثرَ ما قـد حـازَ ..أوحَمــــــــلا

حازَ الهـوى .. والمعاني الغــرَّ ممـلكةً

............................والحبَّ والـوحيَ  والإلهامَ .. والأمـَلا

دوحٌ .. ترنَّحَ من سكـرٍ وقــد هتــفتْ

............................له القـوافيَ : هاكَ الحرفَ .. فاعتــدلا (2)

نشـوانَ .. يشربُ من زقِّ و من ألـق

.............................يعـبُّ من خمرةِ الحرفِ الــذي ثمــلا (3)

....................

يعـالجُ الحـرفَ  سبكا وهي  محكمـةً

............................فان أطلـَّـت على وجدانـِـه ، اخــتزلا

يجلو الغبارَ عليـــها ، وهي تائهـــــةٌ

...........................فان أفاقتْ ..أضافَ الخمرَ  والعَسَـلا

رسَـتْ على شاطئ الوجدانِ مهجتـُهُ

..........................تمضي الى عالمٍ ، مـدَّت لـه السُبـلا

يغفـوعلى لجـَّةِ الأشـــــواقِ أغنيـــةً

.........................يُغالـبُ الـوجدَ بالحلمِ الذي اكتَمـَـــلا

حتى اذا روَّض المعنى وأخرَجَهــــا

..........................ريانةً .. ذهبتْ أبياتـُــها مثــــــــــلا

....

يُعطي.. ويوصِلُ كـنزًا من فرائـِدِهِ

..........................وللمعاليَ ما أعطى .. و ما وصـلا

أعطى البلاغَةَ سفـراً .. والبيانَ رؤىً

.........................والنثرَ ريحانةً ، والشعرَ كأسَ طلـى

فأسكرَ الفــكرَ من صهباءِ قافيـــــــةٍ

.........................ومتـَّـعَ العقـــلَ والآذانَ ، والمُقــــــلا

وربَّ سـوسنةٍ ، في الروضِ تسألُــه

.......................أليسَ يعصـرُ راحَ الحرفِ ؟ قـال : بلى !

سرتْ بــه ، في الليـالي الـدُّهم هِمتـُــه

........................يسعى الى قـدرٍ .. نحو العلى وصـلا

إيمانُه بالقوافـي بعضُ شــــرعتـِـــــهِ

........................لكـنَّها أصبحـتْ في شـرعِـهِ  نِحـــلا

فجالَ في طـــرقِ الإلهامِ منتشيــــــــًا

........................ليستــحمَّ ينــورِ الفـكرِ .. فاكتمـــــــلا

غــافٍ عـلى سُــدَّةِ التاريـــخِ متــكئًا

........................عـصا الزمانِ .. ويسعى فيـه مُنتقـلا (4)

يُغالــبُ النفسَ.. حينًا .. في تواضُعِهِ

.........................فكلَّما صعـدتْ..نحـو العـلى ..نـزلا

.............

يتيــهُ فـــوقَ المعاني ، وهي غافيـــةٌ

......................بينَ الحروفِ..إذا ما أوقِظـتْ .. صقلا

سفينــةً في خِضـمِّ المَــوجِ ..عانقَهــــا

...................هُـوج الرياحِ .. ولولا الوجد ..لن تصـلا

حــتى إذا بلـــغتْ .. شطــآنَ قافيــــــةٍ

......................أرســى قواعدَها .. واسـتنبطَ العـِـــــللا

في غَيهبٍ .. من معينِ الشعرِ ضمـَّخها

........................ندى القوافي .. فأغنى العارضَ الهطـِلا (5)

.............

تَعــلو الى شاهقٍ - في الحق - همتـُـــهُ

.........................إلا إلى بــاطلٍ .. إمّــا دعــاه .. فــــلا

يصــوغ بالحـــرفِ عقــدًا من لآلِئـــه

........................ومـن ثغـورِ العــذارى .. نمـَّـقَ الجُمـلا (6)

حتى اذا استُـنفِرَت أسبابُها ، ضُبــِطت

.......................أبيـاتُها صوراً .. واستُكمِلت .. عقـــلا

فان بـكى حـرقةً من دهــرِه .. ضحِكت

.......................لـه القـوافي .. فصاغَ العِقدَ .. وارتجـلا

نارٌ وبــركانُ ، إن فجَّــرتَ ثــــــورتَه

......................على العِدا .. وســـلافٌ الحبَ إن ثمــلا

هــو الهـزارُ .. إذا هيجتــــه شَجَنــــــًا

......................وان ترفَّقتَ ..كانَ الحـــبَّ  و الغـــزلا

هـــذا الـــذي دوَّخ الدنيــــــا بقافيـــــةٍ

.......................فـكيفَ تُنــكرُه يومــًا .. إذا رحـــــــلا

.............

خالد ع . خبازة

اللاذقية  / سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق