الخميس، 11 نوفمبر 2021

يا بغداد* *بقلم الشاعر...ضمد كاظم الوسمي


يا بغداد*

*

هذي الْمَآذِنُ في عُلاكِ  تُكَبِّرُ

وَالصُّبْحُ يَصْدَحُ وَالأُسودُ تُزَمْجِرُ

*

هذي الرُّبى تاريخُها مِنْ نَينَوى

حَتّى سَما كوفانَ فيها تُمْطِرُ

*

نَثَّتْ عَلى الدّنْيا الضِّياءَ بِشَمْسِها

وَكِتابُها مازالَ فِكْراً يُبْهِرُ

*

بَينَ الْكَنائِسِ وَالْمَساجِدِ عَجْوَةٌ

عيسى سَقاها وَالنَّبيُّ وَحَيْدَرُ

*

يا مَنْ أَضاءَ نُهاكِ آلُ مُحَمَّدٍ

بابُ الْحَوائِجِ وَالْجَوادُ وَجَعْفَرُ

*

وَبَلَغْتِ في عِلْمِ الْكَلامِ مَعارِفاً

أَهْلُ الدُّنا مِنْ دونِها لا تُبْصِرُ

*

وَالنًّهْرُ يا بَغْدادُ يَجْثو ضارِعاً

وَقَدِ انْطَوَتْ بَينَ الضِّفافِ الْأَعْصُرُ

*

وَعَلى الْقُصورِ نَخيلُ دِجْلَةَ وارِفٌ

وَالرَّوضُ في الزَّوراءِ زاهٍ أَخْضَرُ

*

أَوْلى لَكِ الْأَعْداءُ كُلَّ كَريهَةٍ

رَغْمَ الْعِدى تَبْقينَ أَنْتِ الْأَكْبَرُ

*

وَعَليكِ في كُلِّ الدُّهورِ عَواذِلٌ

لكِنَّكِ الْأَحْلامُ حُبْلى تُثْمِرُ

*

لِلهِ يا بَغْدادُ أَيُّ نَضارَةٍ

كَالتِّبْرِ بَلْ وَسَنا جَبينِكِ أَنْضَرُ

*

ما زُرْتُ يَوماً في رُبوعِكِ حانَةً

لكِنَّني مِنْ عَذْبِ ثَغْرِكِ أَسْكَرُ

*

سُبْحانَ مَنْ أجَلى بِنَوْرِ جَمالِها

لَيلاً سَرى في بَدْرِهِ يَتَعَثَّرُ

*

فَإذا الْهِلالُ عَباءَةٌ لِلِحاظِها

وَإِذا  اللُّجُينُ  لَآلِيءٌ تَتَنَوَّرُ

*

هزّي  بهذا الْقَلْبِ  أَشْغَفَ عَنْدَلٍ

غَرِدٍ مُتَيَّمٍ في رِياضِكِ يُسْفِرُ

*

وَتَجَمّلي صَبْراً بِكَأْسِ والِهٍ

مِنْ شَهْرَزادَ سُلافُها يَتَجَمَّرُ

*

سَجَدَتْ عَلى أَعْتابِ مَجْدِكِ أُمَّةٌ

تَتْرى تَدينُ لَها الشّعوبُ وَتَفْخَرُ

*

مِنْ قَبْلُ أَهْلوكِ الْأُلى قَدْ أَرْغَموا

كُسْرى يُسلِّمُ باخِعاً وَالْقَيصَرُ

*

وَالشِّعْرُ مِنْ بَغْدادَ رَونَقُ سِحْرِهِ

وَالْعِلْمُ مِنْها نَبْعُهُ يَتَفَجَّرُ

*

فَإذا تَكَلَّمَ في الْغَرِيِّ مُفَكِّرٌ

يَمْشي بِمِصْرَ عَلى خُطاهُ الْأَزْهَرُ

*

ضمد كاظم الوسمي

العراق

* مجاراة قصيدة ( بغداد ) للدكتور السيد مصطفى جمال الدين رحمه الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق