ما كُنْتُ أعْلَمُ..
ما كُنْتُ أعْلَمُ أنَّ بُعْدكَ مُؤْلِم ُ
وَلَهيبُهُ في خافِقي لا يَرْحَم ُ
حَتّىٰ تَناثَرَ في جَميعِ مَفاصِلي
وَكَأنّ أضْلاعي بِهِ تَتَهَشَّم ُ
وَحَسِبْتُ آهاتي بِصَدْري جَذْوَة ً
تَخْبو مَعَ الْأيّامِ أوْ هِيَ تُرْدَم ُ
وَظَنَنْنتُ أنّي ثابِتٌ في مَوْقعي
صَلَبٌ قَوِيٌّ بِالْوَغىٰ لا أُهْزَمُ
وَوَجَدْتُ نَفْسي عِنْدَ أوّلِ صَوْلَة ٍ
لِسِنانِها وَسِهامِها اسْتَسْلِم ُ
وكأنّ حَرْقاً في الْضِلوعِ وَفي الْحَشا
يَسْعىٰ حَثيثاً وَاسْتَشاطَ بِهِ الْدَم ُ
وَوَجَدْتُ كُلّ جَوارِحي حَطَباً لَهُ
وكأنّني ما بَيْنَها أتَثَلَّم ُ
ويزيدها لهباً لظى الشوق الذي
ما مثله نار تشب وتُضرم ُ
ذَهَبَ الْحَبيبُ وَلَمْ يَعَدْ لي بَعْدَه ُ
لسقامِ قَلْبي بَلْسَمٌ أوْ مَرْهَم ُ
وَالْنائِبات بِطَرْقِها لَمْ تُبْقِ لي
إلّا بَقايا هَيْكَلٍ يَتَهَدّم ُ
فَتّشْتُ عَنْ نورٍ أسيرُ بِهَدْيِه ِ
فَوَجَدْتُ ما أصْبو إليهِ وَأحْلَم ُ
سِوَراً مَن الْقرآنِ في آياتِها
حزْني يَزولُ وَلَمْ أعُدْ أتَألَّمُ ُ
حافظ لفتة عباس
ضمن سجال فرسان القريض/64الجزء/1
الأربعاء، 9 فبراير 2022
ما كُنْتُ أعْلَمُ.. بقلم الشاعر... حافظ لفته
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق