ألا إنَّ الْقُلُوبَ لَهَا زَمَانٌسَيُسقطُها كَأوراقِ الخَرِيفِ
ويَعلِكُها ويَبصُقُها تِبَاعاً
و يذروها عَلَى شَفَةِ الرَّصِيفِ
فَمَا نَيلُ الْخُلُودِ بمستطاعٍ
وَلَو حُصِّنْتَ فِي بُرجٍ مُنِيفِ
فَلَا يَغْرُركَ فِي الدُّنْيَا مَتَاعٌ
وَلَا صَوتُ الْمَعَازِفِ وَالدُّفُوفِ
فَإِن رُمْتَ الْوُصُولَ إلَى المَعَالِي
فَخُذْ بِالرَّأْيِ مِنْ فَطِنٍ حَصِيفِ
لِكُلِّ فَرِيسَةٍ أشْرَاكُ صَيْدٍ
تَقُودُ إلَى الْمَهَالِكِ والحُتوفِ
و كَم وَجْهٍ يُغَطِّي أَلْفَ وَجْهٍ
يُوَارِي اللَّؤمَ مِنْ تَحتِ النَّصِيفِ
تُمَنِّي النَّفْسَ بالأحلامِ كُرهاً
فتكسوها بِأَثْوَابِ الشُّفوفِ
فَدَعْ عَنْكَ التَّسَتُّرَ تَحتَ غَارٍ
وَمَاءُ الْعَيْنِ يَفْضَحُ كُلَّ زَيْفِ
إذَا مَا الْبَغيُ حَلَّ بِأَرضِ عِزّ
تَحَسَّرَ ذَا الشَّرِيفُ عَلَى الرَّغِيفِ
هِيَ الْأَيَّامُ لَا تَصْفُو لِعَبدٍ
وَلَا أَمَةٍ وَلا حُرٍ شَرِيفِ
فَتَبْسُمُ فِي وُجُوهِ النَّاسِ يَوْمًا
وتَبليهم بِأَنْوَاعِ الصُّروفِ
فَإِنْ كُنْتَ الحصيفَ فَلَا تُبَالِي
و لَا تَسْمَحْ لِجُرحِكَ بالنَّزيفِ
خَزَائِنُهُ مِن الرَّحَمَاتِ فَيضٌ
وجنَّاتٌ مُلِئنَ مِنَ القطوفِ
أَلَيْسَ اللَّهُ كَافٍ كُلَّ عَبْدٍ
فَسَبِّحْ مَنْ تَسَمَّى بالرَّؤُوفِ
حذيفة عبد الهادي السيد
الثلاثاء، 14 يونيو 2022
بقلم الشاعر...حذيفة عبد الهادي السيد
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق