قصيدتي (هَجْرٌ بغَدرٍ):
لا تَهْجُريهِ فَإنَّ الهَجرَ يُوجِعُهُ***
بلْ كادَ مِنْ شِدَّةِ الإِيجاعِ يَصْرَعُهُ
غَدْرُ الفِراقِ بِلا إِشْفاقِ مَقْتَلَةٌ***
فاقَتْ جَرائِمَ كَونٍ ضاقَ أَوسَعُهُ
ما كُلُّ أَعْذارِها لِلْبُعدِ تُقنِعُهُ***
وَقْعُ الفِراقِ شُواظٌ آهِ يَلْسَعُهُ!
ما عادَ مِنْ فَرطِ ما يَلْقاهُ مُبْتَهِجًا***
يا طالَما قُضَّ -مِنْ بَلْواهُ- مَضْجَعُهُ!
كَيفَ الخَلاصُ وَنارٌ بَينَ أَضْلُعِهِ؟***
عِيلَ التَّصَبُّرُ -يا رَبّاهُ- أَجْمَعُهُ!
كَيفَ التَّعِلَّةُ وَالأَشْجانُ تَقْتُلُهُ؟***
واحَرَّ قَلْباهُ كَمْ فاضَتْ مِنْهُ أدْمُعُهُ!
كَمْ قَدْ بَذَلْتَ لَها الإِخْلاصَ فِي زَمَنٍ***
عَمَّ الخِداعُ وَهاكَ الزَّيْفُ يَتْبَعُهُ
كَمْ قَدْ بَذَلْتَ لَها الخَيْراتِ مُنْتَظِرًا***
صِدْقَ الحَبِيبِ فَكانَ الغِشُّ تَصْنَعُهُ
وَاليَومَ! ماجَتْ بِكَ الأَشْواقُ فِي تَلَفٍ***
يا حَسْرَةً لِوِدادٍ لا تُضَيِّعُهُ!
يَكْفيكَ عِشْتَ لَها نُورًا بِظُلْمَتِها***
عَونًا وَساعِدَها وَالضِّيقَ تُوسِعُهُ
يَكْفيكَ كُنْتَ لَها الإِحْسانَ فِي كُرَبٍ***
عاشَتْ بِها غُصَصًا وَالهَمَّ تَجْرَعُهُ
يا لَلْإِساءَةِ مِنْها فِي مُكايَدَةٍ!***
حَتَّى غَدَوْتَ لَها خَصْمًا تُرَوِّعُهُ
أَيْنَ الوَفاءُ وَما قَدْ كانَ فِي زَمَنٍ؟***
ذاقا الغَرامَ بِلَحْنٍ كَمْ تُرَجِّعُهُ
أَينَ التَّصافِي؟ وَما قالَتْ: لأَنْتَ دَمٌ***
يَجْري بأَورِدَتي ما عِشْتُ أَجْمَعُهُ
خانَتْ عُهُودًا وَما صانَتْ صَنائِعَهُ***
رَدُّ الجَميلِ لَدَيْها غابَ مَطْلَعُهُ
حُسْنُ الجَزاءِ لَدَيْها ما لَهُ وَطَنٌ***
تَحْيا الخِداعَ وَدَومًا لا تُوَدِّعُهُ
ماتَتْ مَشاعِرُها ضَلَّتْ بِأَودِيَةٍ***
لِلغَدرِ عاشَتْ وَما تَألُو تُرَقِّعُهُ
............................................
.................................
.......................
.............
.....
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق