الأربعاء، 5 أبريل 2017

رحيل بقلم سمير حسن عويدات


رَحيل ...
***** 
سَمِعْتُ صَوْتاً دنا مِنْ جَرْسِ أحلامي .... شَدَا بحُلْمِ الصِّبَا شَدَواً فأغوَاني
صَوْتاً يَفُوحُ بعِطْرِ الأمسِ ذِكْرَاهُ .... أحْيَا الفُؤادَ فأمْسَى الفِكْرُ بُسْتاني 
رَأيتُ فيهِ جَمَالاً لستُ أجْهَلُهُ ..... ونَحْلَةً شابَهَتْ في الطبعِ أحزَاني 
مُجَاجُها عَسَلٌ لمْ يُشْفِ مِنْ عِلَلٍ ..... قالتْ : شِفاؤكَ حُلْمٌ أيُّهَا الفاني
سألتُها : هل سيأتي , كيفَ أُدْرِكُهُ ؟ .... كأنَّني عاشِقٌ والعِشْقُ ألهَاني 
مُعَلَّقٌ بَينَ أوْهَامٍ تُرَاوِدُني ..... أتلو حَديثاً يُوَاسِي بَعْضَ أشجَاني 
فالقلبُ مِنْ لَهَفٍ قدْ مَلَّ مَوْضِعَهُ ..... والعَقلُ في وَلَهٍ , والخوفُ أعياني 
كيفَ الثباتُ إذا ما الحُلْمُ رَاوَدَني ؟ .... بَيتُ العَزِيزِ وما مِنْ يُوْسُفٍ ثاني 
لمَّا هَمَمْتُ بهِ أخْفقتُ في طَلَبي ..... أيقنتُ أني رَمَادٌ , ذابَ وِجْدَاني 
أصَابعُ الحُلْمِ تشكُو : كيفَ تترُكُني ؟ .... أنتَ الحَبيبُ , لِمَنْ أشدُو بألحَاني 
قيثارةُ العَيشِ لمْ تطربْ لِمَسْمَعِها ..... ألمْ تقُلْ : لحنُها شَوْكٌ بآذاني ؟
أطرَقتُ في خجلي , مَنْ كانَ يَرْقُبُني .. واليأسُ يَعبَثُ بي ؟ حقاً أنا الجَاني
فالحُلْمُ خَمْرٌ وطبْعُ العَقلِ يَرْفُضُهُ ..... والعيشُ بالعقلِ حارَتْ مِنهُ أجفاني 
لوْ أنَّ للمَرْءِ عُذرَاً يَستَظِلُّ بهِ ...... لأنني رَاحِلٌ , والوَهْمُ عُنوَاني 
*****************************
 بقلم سمير حسن عويدات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق