الجمعة، 7 أبريل 2017

هي بقلم أحمد بوحويطا أبو فيروز

قصيدة بعنوان " هي ...." كاملة
هي الزمردُ المتمردُ على صفاتهِ 
تعِد لك متكأً في منفاكْ و تنساكْ
و تدوخُ ليلكَ كبعوضةٍ 
فتستنفرُ حواسكَ كلها 
كأنكَ تُصغي إلى شبحٍ يغتابُ شبحاً
قد تمنحكَ خوخةَ خدِّها 
و قد تشنُقكَ بخيطٍ من حريرْ 
 أنثى خرافيةٌ ، من شدةِ تقشفها تفيضُ 
كأنكَ فيها عاصفةٌ لا تحركُ قَشةً 
أو كأنكَ طائرٌ نسي كيفَ يطيرْ
لا هي غيبيةٌ تماماً و لاحسيةٌ تماماً
أنتَ فيها الأم و أنتَ القابلةْ
قد تكون رتيبةَ التفاصيلِ كالمواويلْ
تحبكَ وحيداً صافيَ السريرةِ كالحمامْ 
هي الوعيُ كثيفٌ كرائحة أمكَ
حين يصفو فيأخذكَ الوحيُ
و ينقذ قلبكَ من ورطةٍ وجوديةٍ
لكنك تحتاجُ إلى مهارةِ حزيرانَ
كي تطوعَ الزنبقاتِ الجانحاتْ
و قليلٍ من الموهبةِ 
كي تقتفي آثار قلبكَ في الظلامْ 
هي مَوالُ نحلةٍ يرددهُ الصدى
ينعشُ دمها الفضيّ عروقَ خيالكْ
و تجعلُ قلبكَ الفقيرَ يستشيطُ سعادةً
قد تجيءُ مشبعةً بالتفاصيلِ المملةِ
كأنها غيمةٌ هلاميةٌ دحرجَها إليكَ السرابُ
طوعَ أهوائكَ 
بأقلَّ من إيماءةٍ منكَ ترشحُ نبيذاً 
و قد تهزمكَ بمكرِها 
فيضحكُ قلبكَ من شدةِ الهذيانْ
فالكنايةُ فيها أختُ الغوايةِ 
و الغموضُ امتحانُ البصيرةِ للمجازْ 
 فجائيةٌ كالموتِ ، قد تأكلُ لحمَ قائِلِها 
كلما ظننتَ وصلتَ إليها لم تصلْ
 هي هلالٌ زائلٌ 
قد تراها على ضوئهِ
لا هي معاديةٌ و لا هي محايدةٌ 
بكل ما أوتيتَ من سذاجةٍ تسألها
هل لموتايَ يدٌ لما أنا فيه ...! 
 أم تكتفي بما علمكَ الغرابُ ...!

أحمد بوحويطا أبو فيروز 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق