الاثنين، 17 أبريل 2017

ام بقلم فادية حسون


أم ......
لم أكن أتوقع أن يأتيني حديثها 
بهذه الصاعقة التي زلزلت كياني ..
جاءني صوتها عبر سماعة جوالي 
وكأنه ريح عصفت بشجرة تماسكي واتزاني .. 
فتخلخلت جذوري ..
وتبعثرت وريقاتي
وكأن خريفا سريعا باغتها فخرت صعقة مصفرة ...
فخطفت فيأ روحي وأردتني جرداء في غابة تستنكر وجودي .. 
شعرت أن هناك جمهور ضخم من المفردات
يحتشد في حنجرتها التي تنتحب كنعجة ذبحت للتو بمدية حادة لا تعرف الرحمة .. فغدت متخبطة تستصرخ الروح ألا تفارق الجسد .. 
 تلك الفتاة العشرينية اليتيمة رغم وجود الأبوين .. الذابلة الملامح رغم أنها في ذروة ربيعها .. المتخبطة في وقت هي أحوج ما تكون للسكون ... 
 حدثتني ... وقلبها يعتصر ألما .. وصوتها يحتضر في محراب بوحها القديس ... أذهلني سؤالها لي : خالة هل تقبلين مني مناداتك ماما ؟ 
هنا عرفت مأساتها التي أرهقت روحي .. 
وأدركت أن أمها لا تمت للأمومة بصلة .. 
حدثتني عن حاجتها العظيمة لتبكي وترتمي في حضن دافئ .. وعن رغبتها بصدر تبثه أوجاعها .. 
 وعن حاجتها ليد تربت على كتفها ..وتمسح دمعتها .. واسترسلت في شرح مأساتها وبعدها عن أمها جغرافيا وروحيا ... 
 رغما عني أجرى دماغي مقارنة بين علاقتها بأمها وعلاقة ابنتي بي ... حاولت عبثا أن أهدئ من روعها ..
وأن أقوم بتصدير نفحة من نعيم جنتي لجحيم مشاعرها المتألمة باضطراد ...  بثثت لها بعض كلمات الحنان ...علني أسهم في رأب صدوع قلبها الطفولي ... لكن بكاءها بعثر كلماتي ... وتعثرت روحي بشهقات روحها التي أعدمت بمقصلة الجفاء والجحود ... 
أي أم هذه ؟؟!!
أي قلب هذا الذي تحمله في أيسر صدرها ؟؟!
كم من التعاسة يحمل قلب تلك الصغيرة المتألمة ؟؟! 
 أنهيت مكالمتي معها على أمل أن نلتقي ونتحادث ... لكن قلبي وفكري ظلا معلقين بسماعة جوالي ..عند ذيول حديثها المثخن بالجراح ... 
سيدتي الأم ...
كي لا تبحث ابنتك عن أم بديلة ....
كوني لها أما حقيقية .. 
صباحكم قلوب كبيرة بحجم السماء ..
 بقلمي فادية حسون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق