الغيم الغريب
•••••••••••••••••••
شعر : أحمد السيد
••••••••••••••••••
لا تنكري ناري و نُكْري
لا كنتُ إنْ روّضتُ نهري
غيري يغيّرُ جِلْدَهُ و الموتُ أنْ أحيا كغيري
يحدو الغرابُ خُطا الدُّجا و عليهما أعلنتُ فجري
فتأمَّلي ...! هذا الحسامُ دمي و فوقَ النجمِ وكْري
و إلى الشُّموسِ الحُورِ حرّرتُ الشُّعورَ فكانَ شِعري
•••
ماضٍ و أشجاني بصدري
أمشي على شوكٍ و جمرِ
من بينِ أضلاعي يراعي
وعلى شغافِ القلبِ سطري
فإذا كتبتُ فلستُ أدري
أ دمي أمِ العبراتُ حبري ..!
نِعْمَ الذي شاﺀَ الذينَ بغَوا بهِ : وأْدي بقهري
لولا الذي حفروهُ منْ كيدٍ لما جَنَّحْتُ خمري
و رأيتُ تيجانَ الصِّغارِ منَ الصَّغارِ بغيرِ صُغْرِ
•••
يا أيُّها الحزنُ الذي يطغى فأهوى كلَّ كِبْرِ
مِلْ بي حبيبي عنْ مياهِ النابحينَ لكلِّ قصرِ
سِرْ بي .. فلو أني وصفْتُ وجوهَهم دنّستُ شِعري
طِرْ بي.. فإنْ مِتْنا على ظمإٍ فقدْ عِشنا بطُهْرِ
و الشمسُ تجري - و هْيَ تقديرُ العزيزِ - لمستقرِّ
•••
ماضٍ و أشجاني كتابي
أمشي على دربِ اغترابي
أحرقتُ أثوابَ الظلامْ
لما جعلتُ الجرحَ شمسي
و ضفرتُ أشواقَ الحمامْ
و غمرتُ من عينيَّ كأسي
و إذا الشَّجَى
بعثَ الشجى
بينَ الغمامْ
فتلألأَ الغيمُ الغريبُ و راحَ يذرفُ أدمعا
لا يا حبيبةُ ما .. بلغتُ المنتهى
يكفيكِ أني و السما
نبكي معا
!
صنعاﺀ 1994
ه••••••••
من ديوان الشاعر( نقوش يوسفية على جدران البئر ) الصادر في صنعاﺀ :1997م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق