السبت، 26 يونيو 2021

* مسرحية شعرية*بقلم الشاعر...سيد حميد عطاالله


 * مسرحية شعرية*


نساءٌ تجمَّعنَ في دارِ المُسنّينَ يتحاورنَ 


لعبَ الزمانُ بنا وبالأعصابِ 

ولقد شربنا منه شرَّ شرابِ


أم علي

 *

ياحسرتي فلقد رُميتُ بوحدتي 

في البعدِ كلّ البعدِ عن احبابي


أم فهد

*

وأنا التي ربّت فكانَ لجهدِها 

مثلَ السرابِ شربتُهُ بسرابِ


أم سليمان

*

مازلتُ في حزني وقلبي رابضٌ 

فلعلَّ من اهوى بقربِ البابِ


أم سيف 

*

أوَ هكذا صنعَ الزمانُ بجنّةٍ

إن نحنُ إلا ترحةُ الأصحابِ


أم جورج 

*

ما بالكُنَّ وقد تطايرَ دَمعكن 

تبًا لهذا النسلِ والاصلابِ


أم علي باكية

*

ربيتهم مثلَ الورودِ ليكبروا 

فإذا همُ كالصخرِ والاخشابِ


أم فهد داعية

*

فإليك ياربِي أتيتُ بشكوتي 

اهدِ الذي لم يكترث لغيابي


أم سليمان ناقمة 

*

لو كنتُ ربَّيتُ الوحوشَ بغابة 

لرأيتني أرعى بوسطِ ذئابِ


أم سيف مُحطَّمة

*

من بعدهم موتي تقدّمَ واعدًا

فلقد رُميتُ بحزمةِ الأوصابِ


أم جورج مربتة  

*

اسكُتنَ نامَ لتوّه في فرشتي 

فالخيرُ لو تعلمنَ في سنجابي


أم علي حزينة

*

وحملتُهُ لحمًا صغيرًا خائفًا

متلفلفًا بالقلبِ والأعصابِ


أم فهد تنشج

*

أو تعقلنَّ بأنّنا في عزلةٍ

ضربوا علينا ألفَ ألفَ حجابِ


أم سليمان واقفة 

*

وكأنّنا حقًا أُسارى هاهنا 

والسبيُ هذا من يدِ الاجنابِ


أم سيف سائلة 

*

لنناقشِ الأمرَ الحزينَ بقوةٍ

فلربّما نُهدى إلى الأسبابِ


أم جورج مستهزئة 

*

واحنّ للبيتِ الذي نبحت به

في كلِّ يومٍ عندهنّ كلابي


وأرى الوفاءَ ولم أجد إلا بها

في الوجه حبًّا والهوى في النابِ


أم علي خارجة 

واسير ياولدي أسيرةَ قسمةٍ

ظهرى تلوّى وابتدا احديدابي


أم فهد واهية

*

وهويتُ في قعرِ المواجع والشجى 

ونظرت حاسرة فذاك خرابي


أم سليمان واقعة

*

فجنيتُ من زرعي الدموع وإصبحت

ثكلى كثكلي عند لثم ترابي


أم سيف حكيمة

*

قالوا لنا أف رضينا عندهُ 

والآن ذلّونا بذلِّ رقابِ


أم جورج 

*

في دينكُنَّ فللأمومةٍ هيبةٌ

فليستفد منها أولو الألبابِ


بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق / السبت / ٢٦ / ٦ / ٢٠٢١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق