الأحد، 27 يونيو 2021

* كبرياءان*بقلم الشاعر...سيد حميد عطاالله


 * كبرياءان*


نلتَ الفؤادَ وإن هَدَمتَ خبائي 

سأظلُّ أحملُ في الفؤادِ سخائي


برداءِ حبّ غشّني بعباءةٍ

هذا الغرامُ فغشِّهِ بردائي


عتَبي فهذا هجرُهُ وهجيرُهُ

ولقد ذكرتُكَ والعتابُ رجائي


أَتُراكَ ترتعُ في النعيمِ وإنّني 

اقتاتُ لو تدري من البأساءِ


لِبْلابُهُ أضحى يعانقُ نخلتي 

وأنا أعانقُ من لظى قصوائي


هجمت افاعي هجرِهِ فأخالُهُ

بينَ الضلوعِ كحيّةٍ رقطاءِ


ومضت تباريحُ الهوى في اضلعي

ومضى الظلامُ يحدُّ من ومضائي


ألمي مسجًّى والجروحُ كنعشِهِ 

ماتَ الهوى بينَ الظما والماءِ


ومشرِّعٌ قتلي بفتوةِ قلبِهِ

من ذا الذي أفضى إلى الإفتاءِ


وقعَ الفؤادُ بفخِّهِ فلعينِهِ 

سحرٌ أحاطَ بمنكبِ الجوزاءِ


ركضت جوارحُ عاشقٍ وتبعثرت 

وأنابها مسٌّ من السمراءِ


وإلى متى تُسقي الكثيبَ جوارحي 

 وأجاجَ ماءٍ من جوى السبخاءِ


فتحت منافذُ مهجتي لنسائمٍ

هبّت لتمشي مشية الأغراءِ


فبُليتُ إذ عشقَ الفؤادُ جمالَهُ

وأنا به ألقى بلا استيفاءِ


وأنا كتبتُ قصيدتي بجريدة 

كانت تعد لمعشر الأمراءِ


ليكونَ حبي واسعًا ومدويًا 

حتى يغطّي صرختي وندائي


ماذا فعلتَ بمهجتي فكأنّها 

لمّا رأتكَ تبعثرت صحرائي


ولقيت بعضي فوقَ بعضٍ وانهوى

فوقَ الفؤادِ برمشتيكَ بنائي


تركَ الحبيبَ بلا اهتمامٍ حينما 

ألقى إليه بنظرةِ استهزاءِ


وهو الذي أسرَ الحروفَ لأجلِهِ

من ألفها قيدت بجنبِ الياءِ


فهنا الحصى والرمل فابنِ مهجتي 

فالحبُّ بردٌ والغرامُ شتائي


السقفُ في قلبي فخذهُ وخلِّهِ 

فالنبضُ سقفٌ والأساسُ ثنائي


وسقطتُ مرميًا الملمُ حبَّنا 

واتمِّمُ الباقي على اجزائي


وأريقُ من مقلي لأسقي في الهوى

حبًّا تداعى في الحشى الجرداءِ


أأنا الفقيرُ فكيفَ تُشبعُ جائعًا

أذ أنتَ متّكئٌ على  اثرائي


أعصيتَني لما دعوتُكَ مُغرمًا 

فوكزتَ طيفي فانبرى استعصائي


ليغرّدَ الماضي بذكرى ضُمِّدت 

وغدا يُطبِّبُ جرحَهُ من دائي


ولديكَ هجراتٌ نَفشنَ بأضلعي

فاضمُمْ وفاءَكَ في خضمِّ وفائي


بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق/ ٢٧ / ٦ / ٢٠٢١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق