●☆《لا تَسْألُوا عنْ عُمْري》☆●
☆☆☆《1》
لا تَسْألُوني كَم مَضَى مِن عُمْرِي
بَل اسْألُوا عَنّي طُيُوبَ شِعرِي☆
و جَذْوةَ الأنْوارِ و الأسْرارِ في عُيُونِي
و رَفّةَ الأهْواءِ و الأنْدَاءِ و الأشْذاءِ فَوقَ ثَغْرِي☆
لَا تَسْألُونِي واسْألُوا مِجْدَافِي
کَمْ مِنْ بِحَارٍ جُبْتُها
و فِي جِرَابي صَبْوَتي
و دَنُّ شَهْدٍ ذاٸبٍ مِنْ فَوْرَةِ السُّلافِ
ُأصَارِعُ ارْتِعَاشةِ المَراکِبِ العِجَافِ
و أرکَبُ العُبَابَ لَا أخْشی غُدَافَ الغَمْرِ ☆
لا تَسْألونِي و اسْألُوا القَوافِي
كَم نِسْمَة نَشَقْتُها...كَم وَرْدَةً قَطفْتُها
كَم بَاقَةً نَضَّدْتُها
و مِنْ شِغافِ نَبْضَتي..
بالدُّرِّ و المَرجَانِ و العَقِيقِ
قَد عَمَّدتُها
و كَم صَنَعتُ مِن رَحِيقِها و نَسْغِها
و نَفْحَةِ العَبيرِ
مِنْ قِنِّينةٍ مِنْ عِطرِ ☆
سَكَبْتُها علَى ثَرَى ضِفَافِي
فَنَبَتَ الرَّبِيعُ فِي الفَيَافِي
و عَرَّشَتْ خَمَائِل المَجَازِ و البَدِيعِ
في مَدَائنِ القَريضِ و الهَوَى و السِّحْرِ ☆
☆☆☆ 《 2》
لا تَسْألُوا كَمْ شَعْرَةً بَيْضَاءَ فِي قَذَالِي
كَمْ بَصْمَةً للزَمَنِ المَحمُومٍ فَوْقَ شَعْرِي
و كيْفَ شَحََ الشُّهدُ في الدَّوالِي
و نَبَتَ القُثَاءُ و الصَّبّارُ فَوقَ صَدْرِي☆
لَا تَسْأَلُوا عَن وَهَنٍ يَنَامُ فِي زُنُودِي
و صُفْرَةٍ مِن سَقَمٍ تَسْكُنُ في وُرُودي
بَل اسْأَلُوا عَنِّي أخَادِيدَ الزَمَانِ في ثَرَى خُدُودِي
كَم نَبْتَةً فِي حَقْلِ عُمْرِي بالهَوَى غَرَسْتُها
كَم ثَمرَةً مِن غُصنِ أشجَارِ المُنَى جَنَیْتُها
كَم سَلَةً بالتُّوتِ و العِنَّابِ قَدْ مَلَأتُها
إلى الوََرَى أَهدَيْتُها
قِنّينةً مِنْ خَمْرِ☆
لَا تَسْألُونِي و اسْأَلُوا دُمُوعِي
و شَهْقَةَ النَشِيجِ فِي ضُلوعِي
وكَمْ عَلَى الدُّرُوبِ سَالتْ
نَهْرَ حُبٍّ تَرتَوي مِنْ ثَدْيِهِ
تَغْرِيبةُ الأشعارِ و الأوْطَانِ فِي رُبُوعِي
لَا تَسْأَلُونِي و اسْأَلُوا سِنِیني
هَل وَجَدَتْ في حَمْأةِ الحیاةِ مَنْ یَعُبُّ مِنْ حَنِینِها
يُرَبِِّتُ التَّجَاعيدَ الّتي تَقْتاتُ مِنْ شُجُونِها
و يَمْسَحُ النَّافِرَ مِنْ غُضُونِهَا
يَكْسُو لَهِيبَ قَهْرِها
غِلَالةً مِنْ صَبْرِ؟ُ ☆
لا تَسْألُونِي و أسْألُوا قُزَحْ
و كَم سَرقْتُ بَسْمَتي و لَوْنَهَا مِنْ قَوْسِه
و للمَدَى وَزَّعتُ أثْوابَ الفرَحْ
و كَم نَسَجْتُ مِنْ خُيُوطهِ جَدائلَ الرُّبَى
و بُرْدَةً مِنْ أحرفٍ تَخْتَال فِيها غَضَّةً
خَمائِل الرَّبیعِ وارْتِعَاشةُ الصَّبَا
وغَیْمَةٌ تَسحُّ مِن لَمَی العَطاءِ ما تَسحْ
فماهَ نبْعُ العُمْرِ ینْتشي بلذّة الجَنَی
يخْتَالُ فِي مُلاءةٍ منْ زهْرِ☆
لا تَسْأَلُوا عَن سِنِّي
مَا دُمْتُ فِي فَيْء القَصيدِ أنْتَشِي
و فِي مَراكبِ الرُّؤَى أغَنِّي
فإنَّنِي لا سِنَّ لِي ...
لَا ثَلْجَ يَکْسُو جَذْوَتي
لا حُزنَ يَحسُو نَشْوتي..
ويَسْرقُ الشَبابِ من قَصَائدِي و مِنِّي
ومِنْ صَباحَاتِ انْتِشاٸي بالشَّذا في وَطَني
ومنْ مسَاءاتِ انْتِمائي للنُّجُومِ و السُّها و البدْرِ ☆
☆●☆●☆《3》
وإنْ بغیْتُمْ تَعرِفُون عُمْري
و تسْحَبُونَ السِّتْرَ عنْ مَجاهِلي و سِرِّي☆
أقُولُ والطُّفولةُ الزّهراءُ تُغْري صبْوتي
وفوْرةُ الشّبابِ تُغْري جَذْوتي
و حكْمَةُ الشُّيوخِ تُغْري نَشْوَتي:
"رَضِیعةٌ أنَا ...
أبْحَثُ في ثَدْي الجَمالِ و الغَرامِ والشَّذا و الدِّفْء
عنْ مَناجِمٍ مِنْ دَرِّ ☆
و بنْتُ خمْسٍ حینَما
یُربِّتُ الحَنانُ فوْق شَعْري
یحمِلُني إلی ذُرَی طفُولتِي
أرجُوحةَ منْ سِحرِ ☆
و بِنْتُ عَشْر و ثَلاثِ حِینما
یُحَلّقُ الخَیالُ بِي في مَلکُوتٍ سَاحرٍ
یَعِدُنُي بالحُبّ و الجَمالِ و الرُّٶی
فِي شَهْقةٍ منْ فَجْرِ ☆
عَاشقةٌ في صَرْحِ أحْلام الشّبابِ حِینَما
یَضُمُّني الوِصَالُ نبْضةً مِنَ العَبیرِ و النَّدَی
تَرُمُّ شرْخًا نازِفًا في خَافقِي
مِنْ سَنَواتِ الجَمْرِ ☆
حَکیمةٌ في الأربعِینَ حینَما
أعُبُّ رُوحَ الكَوْنِ..
أحْتَسِي سُلافةَ الحَیاةِ ...
مِنْ تَرنیمةِ الأنْهارِ ۔۔
مِنْ تضْويعةِ الأزْهارِ... أو منْ وَخْزةِ الصَّبّارِ
مِنْ نُبُوءَةِ البِحَارِ...مِنْ رَنيمِ الطیْرِ ☆
و إنْ أرَدتُمْ أن أكُونَ شَيخةً
في أرذَلِ الأعمَارِ
فَلتنْظرُوا لرَعشَةِ الأصَابعِ العَجْفاءِ
لا لرِفَّةِ الأشْعارِ..
و لتَحكُمُوا ...بأنّني
نَثَرْتُ فِي مَجَاهِلِ الزَمَانِ جَذْوَتِي
ضَیَّعتُ فِي الونَی بَوْصَلتِي و صَبْوَتِي
و بِعْتُ دُونَ ثَمَنٍ قِيثَارَتي و نَشوَتِي
و لتَتْرُکُوا ما قَدْ تَبَقَّى فِي الوَريدِ منْ حُشَاشَةِ الأحلامِ.
مُحَنَّطًا و رَاسِفًا في بِرکةِ الاؔلَامِ..
في مُستَنقَعِ الأوهَامِ..
فِي زْنزَانةٍ مِن قَهرِ..☆
☆☆☆《4》
یا امْرأةً بَرَاکِ رَبُّ الکَونِ
مِنْ خَریرِ مَاءٍ ... مِنْ هَزیمِ الرَّعدِ..مِن هَدِیرِ بَحرِ ☆
مِنْ نَبْع نُورٍ... مِنْ عَبیرِ الوَردِ... مِنْ نَسِیجِ تِبْرِ ☆
کُونِي مَعِي عَنْقاءَ مِنْ جُرفِ الرَّمَادِ حَلّقَتْ
کََکُبّةٍ مِنْ جَمْرِ ☆
کُوني مَعِي سِیزیفَ یَحمِلُ الصُّخُورَ۔۔۔ لا یَنِي
بِخَافِقٍ مِن عَسْجَدٍ و لهْفة مَحمُومةٍ..
لأفْقِ أحلَامِ الذُّرَی...
وسَاعِدٍ مِن صَخْرِ ☆
کُوني مَعِي تَمُّوزَ یَصحُو مِن غَیاهِبِِ الرَّدَی
فتکْتَسِي الحُقولُ فِي مَواسِمِ النَّدَی
جَدَائِلًا مِن بُرِّ ☆
کُونِي مَعِي عَشْتارَ تُهْدِي قُبْلةً للخافِقِ الرّمِیمِ
تَبْعَث الحَیاةَ فِي تغْریبةِ المَدَى
و فِي رُفَاتِ الدَّهرِ ☆
☆☆☆《5》
لَا تَسْألونِي کَمْ مَضَی مِنْ عُمْري☆
كُونُوا مَعِي
لا تَحسَبُوني أرتَدِي لأدفَعَ الثُّلوجَ عن ضُلُوعِي
عَباءَةً مِنْ فخْرِ ☆
أنا هُنا أحتَاجُ مَنْ يرُمُّني...
مَنْ يكْشفُ المَجهّولَ مِن غَیاهِبِي
و يفتَحَ المَحجورَ من مَسَارِبي
مَنْ يَفْهمُ المَسْكُوتَ عَنهُ قَبلَ أن يَفْضَحَهُ لسَاني
مَنْ يُدْرِكُ المقْصُودَ منْ مَجَازِ كِلْمتي وَ مِنْ رُؤَى بَيَانِي
مَنْ يمْسَحُ النَُاتِٸَ فِي مَلامِحِي مِنْ لوْثةِ الزّمَانِ
كَيْ يُزْهِرَ القَصِيدُ في شِفاهِي
و يَنْبُتَ النّسْرِينُ فوْقُ صَدْرِي ☆
لا تَسْألُونِي...و اسْألُوا يَراعِي ....
و اسْتنطقُوا عنّي سُطُورَ شِعري☆
و شَقْوَتي في حَمْأةِ المَخَاضِ.. في تغْريبةِ الشِّراعِ
و نَشْوَتِي فِي مَوْلِدِ الجَمالِِ فِي مَوَائدِ الإبْداعِ
تُخْبرْكُمُو قصائدي
عنْ مِحنَتِي..عن صَبْوَتِي.. عَن جَذْوَتِي ..عن نشْوتي
عَنْ وَصفَتِي.. عَنْ سِرِّي ☆
حتَى أعِيشَ نَجمَةً في أفْقِ أحلَامِ القَوافِي و الهَوَى
فِي مَا تَبَقَّى فِي حُشَاشةٍ الحُرُوفِ والرُّؤَى مِنْ عُمْرِ ☆
《سعيدة باشطبجي☆تونس》
14/6/2021
الأربعاء، 23 يونيو 2021
●☆《لا تَسْألُوا عنْ عُمْري》☆●بقلم الشاعره.. سعيده باش طبجي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق