الثلاثاء، 22 يونيو 2021

●《صَقيعُ الرُّوحِِ》●بقلم الشاعرة.. سعيده باش طبجي


●《صَقيعُ الرُّوحِِ》●


مَا لِلجَوارِحِ قَد أوْدَى بِهَا  الشَّوْقُ

عَفَّتْ و جَفَّتْ فَلَا وَصْلٌ و لاعِشْقُ


مَا لِلحَنَاجِرِ قَدْ أوْدَى بها شَرَقٌ

بَحّتْ و شَحَّتْ فَلَا صَوْتٌ وَ لاحَلْقُ


مَا لِلصَّبَابَةِ أكْرَى خَفْقُ نَشْوَتِهَا

فاسْتَسْلَمَتْ كَالسَّبَايَا شَفَّها الرِّقُّ


مَا للغَمائِمِ قَد أوْدَى بهَا ظَمَأٌٌ

غاضَتْ يَنابِيعُهَا واسْتُنْزِفَ الوَدْقُ


مَا للحَمائِمِ فَرّتْ مِنْ  خَمَائِلِها

و أجْدَبَ الرَّوضُ لا وَرْدٌ و لا وُرْقُ


مَا للقَوافِي غَدَتْ مِنْ بعْدِ جَذْوَتِها

َعَلَى رَصِيفِ الطَّوَى تَذْوِي و تَنْشَقُّ


مَا للأهَازِيجِ أكْرَى نَبْضُ نُوتَتِها

ما عَادَ يَعْشَقُها عُودٌ ولا رِقُّ


مَا للمَجَالِسِ قَدْ سَاحَتْ سُلَافَتُهَا

فَلَا نَدِيمٌ و لا دَنٌّ و لَا زِقُّ


ما للشَّمَائلِ فِي الأوطَانِ قَدْ نَفَقَتْ

و تاهَ فِي قفْرها الإخْلاصُ والصّدْقُّ


ما للمَرِابِعِ قَدْ  غِیلَتْ بها شِیَمٌ

أوْدَى بها باطلٌ و اسْتُشْهدّ الحَقُّ


مَا للمَلامِحِ في وَجْهي غَدَتْ غَبَشًا

بَيْنِي و بَيْنَ ضَبابِ العَتْمِ لَا فَرْقُ


مَا للمَرايَا إذا رَاوَدْتُها انْشَرَخَتْ

و أرجَعَتْ صُورِتِي قَدْ شَقَّها المَزْقُ


مَا للدُّرُوبِ مَعِي بَاعَتْ  مَسَالِكَها

تَاهَتْ جِهَاتِي فَلا غَرْبٌ و لا شَرْقُ


و لا جَنُوبٌ یَضُخُّ الدِّفءَ في سُبُلِي

ولا شَمالٌ سَقاهُ النُّورُ و الوَدْقُ


خَطُّ اسْتِوائِي تَلوَّى و أنْثَنَى وَجَعًا

كَأنّهُ حَيَّةٌ قدْ شَفّها الخَنْقُ  


دَلْوِي بِلَا شَطَنٍ و البٸْرُ  مالِحَةٌ

في جَوْفها اسْتوْطنَ  الإمْحَالُ والمَحْقُ


و غَابةُ التِّینِ و الزََیتُونِ قَدْ نَشَفَتْ

ما عَادَ يُنْعِشُها رَيٌّ و لا عََزْقُ    


و الأَرْضُ وَالِهَةٌ تَجْتَرُّ مِحْنتَها

طَعمًا مَرَارًا قَلاهُ الذَّوْقُ والنَّشْقُ


تَقْتاتُ أوْجَاعَها و الدََاءُ یَمْضُغُها 

یَمُجُّها قَرََفٌ۔۔ یََغْتالُها  شَنقٌ

 

☆☆☆


يَا وَيْلَتِي مِنْ صَقيعِ الرُّوحِ في وَطَنٍ

قَدْ أعْتَمَتْ مِنْ  لظًى اَفاقُهُ الزُّرْقُ


و اَحْمَرّتْ الخُضْرةُ الفَيْحَاءُ مِنْ لَهَبٍ

و فِي الدَّوالِي هَوَی مِنْ عَفْنِهِ العِذْقُ ●


      ●《سعيدة باش طبجي☆تونس》●

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق