الاثنين، 31 يناير 2022

.. . بكاء دار.. بقلم الشاعر... سمير تشتوش


 ................. . بكاء دار................ 

الـدار تـبـكـي عـلـى أيَّـام مـاضـيـــهـا

وتسـكـب الـدمـع حـزنـا من مآقـيـها


مـن كـل نـاحـيــة صــبـت مـدامـعـها

سالت كـنـهـرٍ وفاضت عـن مـجـاريها


جدرانها احترقت من جمرها اتقـدت

والسـقـف قـهـرا حنى للرأس تنزيـهـا


والأرض شـقـت مـن الأنـات تـربـتـها

حتى السـتـائر كــاد الــهـمُّ يـبـلـيـهــا


وعـتـبـة البـاب تشكـو الآه من وهـنٍ

تـغـفـو وتـصـحـو على تـذكـار أهليها


ومـوقد الـنـار بـات الـقـهـر يسـكـنـه

والـدمـع مـنـه لـنـار السـعـد يطفيـها


حـمـائم السطح تشكو الآه من شجنٍ

فـطفـلـة الًدار مـاعـادت تــنـاغــيـهــا


أما العريشة منها السـاق قـد يبسـت

لاكــف يـلـمـســهــا لاخــل يــرويــهـا


وغرسة الورد قد أخـفت روائــحـهــا

لاعـطـر تـبــعــث لا أزهـــار تـهـديـهـا


فالأهل قد هجروا من فترة رحـلـوا

لــم يـبــق إلا حـكايا الأمس أرويـهـا


سـألـتـهـا وجــلا صــبــرا فما هـدأت

أنــاتــهــا ارتـفـعـت تـبــدي مـآسـيـها


بالعبرة اختنقت بالهمس قد  نطـقت

كيف استطعت شجون القلب تخفيها


أجـبــت فـي ألــم يـقـتـــات أوردتـي

الـعــين قـد رمـدت لاطــب يشـفـيـها


إنـي جـريـح فـمــن يــا دار يسعـفـني

مـن بـعـد أهـلي سلت روحي مباديها


من بعـد أمي كرهـت العيش والهـفـي

كـيـف الحـيـاة بـلا لمـســي أيـاديـهـا


مـن بــعــد والـدنـا لازنـــد يـــرفـعـنـا

كفـوفـه السـمـر ماخـفــت مساعيـهـا


أشـتاق أختي تخيط الثوب من كفني

عــنــد المـمــات ولـلأيـات تــتــلـوهـا


كرهت عيشي بلا الأخــوان كـلـهــم

يــالــيــت روحــي قد طارت لباريها 


وفـجـــأةً حـدثت في البهو زلـزلــة

فـاهـتـزت الأرض والنـيـران تعلوها


نظرت داريَ فوق الأرض قد سقطت

وإذ  بــقـنـبــلـة دكَّـــــت نواحــيــهــا


فـصحـت صـوتا يهـز الكًون أجمـعه

هــذؤ ديــاري دمـاء القلب أفـديـهــا

سمير احمد تشتوش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق