الاثنين، 31 يناير 2022

حينما بقلم ٠٠٠٠سيد حميد

* حينما يُفتقدُ البدر*

هل للفؤادِ على الودادِ حقوقُ
إذ ما يزالُ من الدماءِ يُريقُ

من كوّةِ الماضي التليدِ أحبّتي
همسوا فزادَ تشعشعٌ وبريقُ

كلّمتُهم حتى تنفّسَ مدمعي 
وانزاحَ من صدري كذاكَ الضيقُ

لي في الترابِ أخوّةٌ وأبوّةٌ
لي في الترابِ إذا علمتَ شقيقُ

يادهرَنا أنت الخؤونُ جرحتني 
حمّلتني مالا هناك أطيقُ

ولمَ التجافي إذ تريدُ أذيَّتي 
أعلمتَ أنّك يازمانُ تعيقُ

أنا كلُّ يومٍ من عذابِك أحتسي 
ويُصبُّ من ألمِ الوداعِ حريقُ

أتظنُّ أنّ أخوّتي قد قُطّعت 
ظلّت بوسطِ الواشجاتِ عروقُ

فمحقتَني لمّا قصصتَ روابطي 
والجرحُ وسطَ جوارحي ممحوقُ

بالفقدِ شبَّ لهيبُهُ وتوقَّدت 
وأنا قُبيل أوارِهِ محروقُ

والذكرياتُ ربطتُّها بتهجُّدي
ورباطُ ماضيِّ بهنَّ وثيقُ

يسطو الحِمامُ خفيفةٌ خطواتُهُ 
هذا الرّدى في خطفهِ لرشيقُ

وعن الأحبّة إذ يكونُ مفرِّقًا
وكأنَّ سيماءَ الردى التفريقُ

تلكَ الحياةُ بمرّها وبحلوِها 
جُلَّ الأذى نحو الفؤادِ تسوقُ

ونخافُ أن نحكي فيبقى سرُّنا 
وكأنَّ ما نحكيهِ لاتعليقُ

ألقتني في سجنِ المواجعِ (دُنيةٌ)
والجاني في وسط الحياةِ طليقُ

يذوي الخداعُ ويتتهي اغواؤهُ
لم يبقَ كنهوتٌ ولا اغريقُ

رمقت عيوني في المنامِ خيالَهُ
فأخي بوسطِ جوارحي مرموقُ

ويظلُّ تهيامي إليكَ ملازمي 
والشوقُ مثلَ صوارمٍ ممشوقُ

والدمعُ يُسكبُ دائمًا في وجنتي 
وهو الذي في ذكرِكم مخنوقُ

بعد الاخوّةِ مُزقت أحشاؤنا 
والجرحُ من بعد النوى مفتوقُ

والقلبُ آلافُ السيوفِ تنوشُهُ
بين الضلوعِ تنهُّدي مشقوقُ

أأراك تحتَ ركامِها وكثيبِها
فأنا الذي مما تذوقُ أذوقُ

وإذا المنايا قررت بسهامِها 
خرقَ الأُخيَّ فإنّني المخروقُ

قلقٌ تراني لا أغادرُ هيأةً
رثٌّ وفوقَ رثاثتي مقلوقُ

في الليلةِ الظلماءِ أفقدُ كوكبًا
وهنا سيندبُ إذ أفلتَ بروقُ

العمرُ بعدَكَ في خريفٍ دائمٍ
وكأنّهُ فيما أُصيبَ زهوقُ

هذا الزمانُ هشاشةٌ اركانُهُ
فتُمدُّ أبوابٌ له وتضيقُ

في القلبِ قد أمسى أخيَّ وريدُهُ
وهو الذي في فلقتيهِ شهيقُ

بعد الفراقِ لقيتني متأكسِدًا
يبست شراييني وجفَّ الريقُ

لكنَّني لمّا جلستُ بشمسِكم
أزكى دواءَ الواعكينَ شروقُ

بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق/ الخميس / ٢٧/ ١/ ٢٠٢٢

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق