السبت، 12 يونيو 2021

ويحدث أن ... بقلم الشاعر... عبد الكريم سيفو


ويحدث أن ...


هي  طفلةٌ , وكنسمةٍ  بغـــــــــروبِ

تأتي  لبـــــــــابي  عند  كل  هروبِ


وتشــــــاكس الأولاد دون هــــوادةٍ

وجديلتـــــــــاها  ضُمِّخت  بطيوبِ


في جوقة  الصبيان  مثل  فراشــةٍ

نسيت  أنوثتهــــــا  بــــــلا  تثريبِ


لم  تلتفتْ   نحو  الدمى  ,  وكأنّهــا

طفلٌ  شقيٌّ  ملّ  من  دبـــــــــدوبِ


وتقول  لي  : عمّـــاه  ذاك  يغيظني

وبضحكةٍ  تنــــــــــأى  بغير  رقيبِ


ومضى  الزمــــان  بسـرعةٍ  متأبّطاً

وجهــاً  صغيراً  ضاع   بين  دروبي


عشرٌ من  السنوات مرّت , لم أجـــدْ

ذكرى  لها , إلّا  كطيف  لعـــــــــوبِ


صوتٌ  يناديني  كشدْوِ  عنــــادلٍ !

أو  ديمةٍ  هطلت  عليَّ , ســـــكوبِ


ضحكت, وقالت : كيف أنتَ؟ كأنها

تلك  التي  انســــابت  كنهر  حليبِ


أنسيتني عمّـــاه ؟  وانداحت  رؤىً

وشعرتُ  بالخفّـــــاق  بعض  دبيبِ


عمّـــــاهُ  زُرْنا  بالمســـــــاء  ,  فإننا

نشـــــتاق  وجهكَ  مثل  أيّ  قريبِ


هو  واجب  الجيـران أن  يتواصلوا

ومضت  تثير زوابعي , وشـــحوبي


كانت  كمُهرٍ  جامحٍ  ,  ريّـــــــــــانةً

كالصبح , كالأنســــــام ,  كالتوليبِ


وذهبتُ يأخذني فؤادي , لا الخُطى

أُخفي  الجـوى , وحرائقي , ولهيبي


نظراتها  نحوي  تســـــدّدها  غِــوىً

وأنا  كمصلوبٍ  ,  بغيــــــــر صليبِ


يغتالني  غنْــــــجٌ  كأنفاس  الظِّبـــا

يا  ظبيــــــةً  تلهـــــو  بمرج  قلوبِ


ما أنتِ أنتِ ,  ولا  أنــــــا  يا  طفلةً

كبرتْ  لتشعل  غيرتي ,  وذنــــوبي


ما ليْ  أداري  نظرتي عن  مُهـــــرةٍ

تجتاح  كلّ  مدائني ,  وســـــهوبي


وكأنني  اســـتسلمتُ  دون  إرادتي

وخسـرتُ في روض الغرام حروبي


كالخمر تســري  في العروق حرائقاً

ضحكاتها  قد  أدمنتْ  تــــــذويبي


أهي التي كانت ؟ أمَ (ا) نّي  واهمٌ

ليس  الذي  يجتــــــاحني  بكذوبِ


وأكاد  أصرخ , والحيــــاء  يصدّني

يا  أنتِ  يكفي  في  الهوى تعذيبي


وسمعتُ همساً  من وجيب فؤادها

ما عدتَ (عمّـو), بل غدوتَ حبيبي


عبد الكريم سيفو _ سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق