الاثنين، 27 يونيو 2016

قصيدة على اطلال التاريخ بقلم الشاعر الكبير عبد السلام محمد علي الاشقر

قدم لكم أعزائي القراء قصيدة في محاكاة معلقة عنترة بعنوان
على أطلال التاريخ
أضنتْ فؤادي لومةُ المتلوّمِ 
ودعتهُ يسعرُ كاللّهيبِ المُضرمِ
من بعدِ أن درستْ منازلهمْ وقد
كانت كوجهِ العاشقِ المتبسمِ
عفتِ الديارُ من الأحبّةِ مثلما
ذهبَ النعيمُ عن الخليّ المُنعَمِ
أو مثلُ مَيْتٍ قد تبدّلَ لونهُ
وجفا بنانَ الميْتِ لونُ العندمِ
وكأنَّّ رسمُ الدارِ رغمَ بِلائهِ
يرنو إليَّ كهيئةِ المتكلّمِ
لا يستطيعُ النطقُ من حُمّائهِ
فتخالهُ كالمتعبِ المتلعثمِ
ويقولُ قولاً لا يعيهِ عاقلٌ
إلاّ الّذي مثلي بسهمٍ قد رمي
ووقفتُ أسألُ بعضَ رسمٍ دارسٍ
أرجو الإجابةَ من أصمٍّ أبكمِ
يا ليتهم قبلَ الرحيلِ تزوّدوا
أو زوّدوا المضنى بتقبيلِ الفمِ
أو ليتهُ يوماً تأخّرَ ركبهمْ
أو ليتهُ لم يأتِ يومُ اللّوّمِ
-------------------------
يا من زرعتي في فؤادي روعةً
لو تعلمينَ عزيمتي وتعزّمي
فأنا الّذي روّعتُ خصمي في الوغى
وغرمتُ من كبشِ الكتيبةِ مغرمي
وشربتُ من ساحِ المعاركِ نصرها
وسقيتُ خصمي من مرارِ العلقمِ
كم فارسٍ شكّت قناتي لبّهُ
قد كان يأملُ أن يغذّى من دمي
وصنعتُ من صدرِ المغيرِ دريئةً
ليكون كالأمِّ الرؤومِ لأسهمي
--------------------------------
عذراً لعنترةَ الفوارسَ جرأتي
هذي محكاةُ الهزبرِ الضيغمِ
بقلمي
الشاعر عبدالسلام محمد علي الأشقر
أبوشيماﺀ الحمصي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق