الأربعاء، 22 يونيو 2016

في رحاب الفاروق عمر بقلم الشاعر المبدع رضوان عبد الرحيم

=== في رحاب الفاروق عمر "رضي الله عنه"===
ثناءه مقتضى أفعاله عمر
يا بيرق العدل نهج الله يأتمر
فمرحبا بأمير المؤمنين هنا
في حكمه فيصل تشدو به السير
من ذا الذي منح الإسلام رفعته
فهز إشهاره الكفار فأنكسروا
وأعلنوا دون إسرار صلاتهموا
إسلامه ذلك الفرقان والأثر
وكبروا الله حمدا للعلى فسمت
صلاتهم خشعا لله قد جهروا
من ذا الذي قرر الهجران منفردا
تحديا لعتاة الشرك كم غدروا
فراح كالليث يغدو دونما وجل
لله هجرته والهم يعتصر
فمكة الأرض أم الخير قاطبة
فيها جلال الهوى والأهل والخبر
وكعبة الله تشريف يكرمها
تئن من زحمة الأصنام قد كفروا
والفتح خاتمة وعدا وموعدة
طافوا طواف التقى فالحق منتصر
ما عاد من صنم للشرك يعتنق
فصولة الحق لا تبقي ولا تذر
سادت شريعته الغراء نيرة
عدل وأمن وسلم عهدها النضر
مجاهد في سبيل الله مطلبه
فجهز الجند بسم الله ينتصر
ودولة العدل والإيمان راسخة
عمادها الأمر بالمعروف يبتدر
قد أدركوا هديهم بالله معتنقا
وللعدى صوتهم يقوى ويفتخر
وأمرهم بينهم شورى ومحتكم
وكلهم إخوة ما شابهم كدر
تآلفوا وحدة في الله بغيتهم
كالعقد مرتصفا يبدو كما الدرر
شرقا وغربا له الأجناد سائرة
فتحا مبينا يسود الأرض ينتشر
الفرس والروم باتوا دونما سبل
كانوا طغاة وكم في العرب قد قهروا
فلن يعيدوا غمار الأمس ثانية
مع السيوف سهام الحق تنهمر
"سعد" يقود لواء الجيش منتفضا
وللبطولة فرسان وقد حضروا
واليوم في صولة "القعقاع"* ملحمة
و "القادسية" حرب كلها عبر
تهيأت لهموا سوح الوغى قدرا
فالعزم متقد في سيفهم شرر
إن الشهادة إحدى الحسنيين مع
الإيمان والصبر دام العز وأنتصروا
فجاهدوا ويقين الله رايتهم
لم ينطفأ عزمهم في السوح يستعر
و " خالد " بطل في الكر داهية
"يرموك" واقعة في زحفها الظفر
هدوا عروش الطغاة الفاسدين وقد
كانوا سلاطين جور سعيهم أشر
فأنظر إلى أمة الإسلام عالية
وانظر بقيتهم تذوي وتحتضر
لله دره خوف الله يسكنه
وكله خشية في قلبه النظر
يعس ليل الرعايا طائفا ليرى
أمر العباد هو المسؤول يعتبر
هم الورى همه يبدي تفكره
له الحصير فلا عرش ولا سرر
يظن محتسبا ب"الشاة "*ضائعة
فيسأل الله عنها صاحبا عمر
وملكه قد ترامى وسعة وغنى
و"بيت ماله" موفور و مقتدر
لكن خشيته في الله معتنق
ورهبة الله دين كيف يعتذر
حسبانه بيقين الشرع مرتهن
هو الولي لأمر الناس يختبر
تبت يدا أعجمي مجرم قتلت
خير الرجال يصلون الفجر إذ أمروا
ويشهد البيت بيت الله معتديا
سوء الفعال فذا الإجرام والوزر
طوبى لك الخلد في الجنات عاقبة
نلت الشهادة قد حييت يا عمر
*هو القعقاع بن عمرو التميمي قال عنه سيدنا ابو بكر الصديق "رضي الله عنه" : (صوت القعقاع في المعركة خير من ألف رجل)
* من أقوال سيدنا عمر "رضي الله عنه" : ( لو ماتت شاة على شط الفرات ضائعة لظننت أن الله سائلي عنها يوم القيامة). وفي قول آخر (لو أن جملا هلك ضياعا بشط الفرات لخشيت الله أن يسأل عنه آل الخطاب)...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق