الأحد، 19 يونيو 2016

ثنائيات للشاعر العربي الكبير عبد الرزاق محمد الاشقر

((… ثنائيات…))
لي شاطئانِ و ليسَ لي سفنُ
و لك المرافئُ أيّها الوطنُ
لي منزلانِ و ليسَ لي سُررٌ
لي خيمتانِ و ليسَ بي سكنُ
لي خافقانِ معذّبٌ كلفٌ
و مشرّدٌ قدْ خانَهُ الزّمنُ
لي شارعانِ، فواحدٌ حفرٌ
و أخوهُ مسدودٌ، بهِ النتنُ
لي قريتانِ صغيرةٌ جدّاً
و كبيرةٌ في الحربِ ترتهنُ
لي زهرتانِ كلاهما ذبلتْ
قدْ جفَّ جذعُهما كما الفنن ُ
لي شاطئانِ النّهرُ شقّهما
يستوفزان ِفتمّحي الفتنُ
لي مهنتانِ أراهما اختفَتا
ما الشعر،ما التّدريسُ، ما المهنُ
لي صاحبانِ كلاهما اتفقَا
ألاّ أعيشَ و عندَهمْ كفنُ
لي ثورتانِ جميلةٌ قبحتْ
و نزيهة،ٌ ثوارُها وهنوا
لي غيمتانِ كأنَّ قطرَهما
دمع ٌعلى الخدين ممتهنُ
لي نخلتانِ ظليلةٌ طالتْ
وفسيلةٌ قدْ غالَها العفنُ
لي دمعتانِ سخيّةٌ هتنَتْ
وعصيّةٌ قدْ خانَها الهتنُ
لي مهرتانِ هجينةٌ حرنَتْ
و أصيلةٌ لمْ يثنِها الرّسنُ
لي ناظرانِ رجوتُ أنّهما
لا يأبقان ِ، و ليسَ لي أذنُ
لي عاشقانِ و إنّ عشقَهما
متجدّدٌ، متجذّر، ٌ حسنُ
لي واديانِ أردتُ ثالثَهمْ
يا ليتَهُ يأتي و يؤتمنُ
لي موطنانِ تباعدا عنّي
الحبّ و الأحبابُ هلْ دفنوا؟
لي ناقتانِ كلاهما حلبتْ
لكنّني لمْ يروني اللبنُ
لي مهجتانِ و منهما انبثقتْ
بمشاعرٍ مالفّها الوسنُ
هذا أنا و الحربُ تهزأُ بي
كيفَ التّخلص؟ُ ما هو الثّمنُ!
عبد الرزاق محمد الأشقر. سوريا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق