الاثنين، 20 يونيو 2016

وداعا مدينة الاحزان بقلم الاستاذة مرام نور

وداعا مدينة الأحزان~~
لا أملك غير الدمع ، الظلام الدامس صار يحجب عني الرؤية و اطفيء الشمع،و في ليلة شتوية باردة ذات ريح صرصارة اطبقت على جدران بيتي و قلبي معا قصرت جامدة.
و لم أعد أسمع أي لغو سوى الحزن يتأرجح على سلم روحي الكئيبة صعودا و نزولا؛ و انفرد عقلي بقلبي تارة ينصحه و أخرى يعاتبه بإكثار أسئلة لم يعرف قلبي كيف يجيب عنها. .!لما تفعل بنفسك هكذا؟لماتعذبها؟ليس في هذه الدنيا كلها شيء يستحق منك دفع كل هذا الثمن و الفاتورة و الله باهضة ..!! و سكت برهة ليضيف أنه صار كالمضيف في طائرة بدون قيادة..طائرة كتب على جناحها بالبند العريض..اسم.."قلب يائس". و حينها أقسم عقلي أنه لن يتدخل بعد اليوم و انصرف عني ليتركني أتخبط في سرير الهم و الغم.
أدخلت يدي في جيبي المملؤة بعملة واحدة هي عملة الكآبة و أغمضت جفني بهدوء و تجاوزت كل الحدود من خلال مخيلتي ، و لم استيقظ إلا على وقع يطرق بابي فهممت بالفتح ..اااه ..و إذا بي أجد الفرح لي مبتسما يمد لي يده و دون أي تردد قدمتها له و خرجنا في حديقة بيتي المكشوفة نرقص.. نرقص ..على نغمات قيتارة السعادة و صدى الضحكات المرتطم بالجدران و أبى المطر إلا أن يشاركني فرحتي فهطل هطل طوال الليل بغزارة و لم أشعر بالبرد مثلما سبق بل بحرارة دغدغت احساسي فشعرت كذلك بالانتعاش بالرغم من أني كنت محمومة !!...و لم أحس بمرور الوقت حتى همت الشمس التي لم أرها بمظهرها هذا قبل اليوم ، تفتح عيناها كرضيع صغير ولد منذ بضعة أيام ...و قررت أن أهاجر.. أن أتوجه فورا إلى محطة قطار العمر لأرحل عبر هذا الزمن باحثة عن أرض بساطها الحرية و سمائها الحب.
و حين وصلت ..أدركت. .أني أضعت نقودي..نقود الكآبة، فمن أين يا ترى سأدفع ثمن التذكرة؟ و بينما أنا أدور الفكرة في رأسي. ...إذ طل علي وجه أخفت قبعته ملامحه عني و قال لي بكل هدوء..أن السفر مجاني إلى مدينة الحرية و الحب ..فصعدت من فوري و جلست بجانبه و انطلق القطار...و نزعت عني الخمار..الخمار الأسود...و لففت حول عنقي وشاحا مطرزا بالورد الأحمر و الياسمين ....و قلت وداعا لمدينة الأحزان. .!!
قلم عايش الحزن....لمرام نور~~~~

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق