الأحد، 26 يونيو 2016

نحو رؤية ضاربة في العمق بقلم الاستاذ المبدع يحيى محمد سمونة

نحو رؤية ضاربة في العمق [3]
صفحة من كتابي: نظرية النطق
أصالة الفكر
بقلم: يحيى محمد سمونة
يمتطي المرء فكرا أصيلا فيفوز به فوزا عظيما فهو يصول و يجول به في ساحات الحياة؛ و بخلاف ذلك فإن الفكر الهجين يخيب صاحبه و يلوي ذراعه و يسقط به في مستنقع الحياة !!
يستمد الفكر الأصيل أصالته من العلم، لكن قوام الفكر الهجين فلسفات و رؤى بشرية عقيمة تسحق الإنسان و تجعله جيفة تلتف حولها السباع
إن أمتنا إذ تخلت عن فكرها الأصيل و استعاضت عنه بفكر هجين فقد حكمت على نفسها بالموت!! و سر ذلك أنه بالعلم قامت قيامة هذه الأمة و بالعلم ستبقى تراودها الحياة.
بفكره الأصيل تجد المرء يرسم مستقبله بخطى ثابتة و راسخة
و بفكره الهجين يتخبط المرء في الحياة و يتلوى و يسقط و يتردى
لقد أدرك الأعداء دور الفكر الأصيل في ازدهار هذه الأمة وفي ارتقائها و بسط سلطانها فولجوا منه وأعملوا مشرطهم
في كيان هذه الأمة و استعاضوا عن فكرها الأصيل بفكر هزيل ممروض و النتيجة هي ما ترون أيها الأحباب
في حياتنا العملية تعترضنا أيها الأحباب مشكلات جمة منها ما يسهل علينا تخطيه، و منها ما يصعب تجاوزه إلا بشق النفس!! فمن كان منا يحمل فكرا أصيلا فسرعان ما يتخطى دونما مشقة أية عقبة تعترضه و لا يأبه لها حتى أن حياته تتحول إلى لوحة في الفن التشكيلي رائعة الجمال و فيها إبداع !! لكن الذي يحمل فكرا هجينا فما كان له أن يتخطى أدنى مشكلة تعترضه و بالتالي عليه أن يتحمل تبعات فكره الهجين!! حتى إذا صرخ يائسا من حياته قيل له: يداك أوكتا و فوك نفخ، فعلام الصراخ ؟!!
لعل أخطر مسائل الفكر التي لا بد للمرء أن يقطع و يبت فيها عن علم و سعة أفق هي مسألة الإيمان و ما يلزم عنه من تبعات و تكاليف و واجبات حيث يتوجب على المرء أن يعمل فكره على نحو سوي و سديد كي يتمكن من إلزام نفسه كمسؤول عن سلوكه و أفعاله بما يضمن له حياة عزيزة و كريمة !! و إلا !! فمن لا يملك فكرا أصيلا فإنه يصعب عليه أن يقطع في مسألة الإيمان بالله أو عدم الإيمان بقرارات ملزمة سديدة و سوية
إن المرء إذ يتساءل عما يتوجب عليه فعله فيما يستجد في كل لحظة من لحظات حياته، و من ثم إذ يقرر المرء في نفسه كيف يؤسس لسلوكه و أفعاله بناء على ما توصل إليه من إجابات فيما يخص تساؤلاته فتلك هي العملية التفكيرية برمتها و هي التي تقود المرء إلى سعادة أو إلى شقاء!!
و كتب: يحيى محمد سمونة. حلبن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق