الخميس، 6 يوليو 2017

اشاعة بقلم مصطفى محمد كردي

إشاعة
سَمِعَت بأنّي قد عشقتُ سِواها
فبكت وماتت في هدوءِ هواها

واستمطرت رحماتُ حبٍّ ساكنٍ
مِن خافقٍ إن دَقَّ دَقَّ بُكاها

قلبٌ حوى من ذكرياتِ وِصالِنا
مالو بدت في عاذلٍ لبكاها

زمنٌ دنا أُنسُ الفؤادِ بؤنسهِ
في رِقٍّة تحكي صفاءَ سماها

وبَسامةُ العينِ الطَروبِ بعينِها
كالعينِ تنضحُ من زُلالِ لَماها

والهَمسُ يُشعلُ في الجوارحِ نَشوةً
تزدادُ حين الهمسُ يُسكِتُ فاها

والرِّمشُ يَحضنُ في بهاءِ حيائهِ
نارًا من السِّرِّ الدَّفينِ وراها

النَّظرةُ العَتبى لها فضّاحةٌ
إن ضاقَ صدرٌ صَدَّرت أنقاها

كانت على مَرِّ الحنينِ تَمدُّني
مِن مقلتينِ تَخيَّرت أصفاها

دمُها تقدِّمُ إن رأت لي دمعةً
فلها فؤادي في الفِداءِ فِداها

في لَهفةِ الحُبِّ الرّقيقِ وعِزَّةٍ
حَفَّت حياةً بالهنا أرقاها

لو أنّ وجهَ الحُسنِ ينظرُ وجهَها
لأتى الغرامَ بلوعةٍ وأتاها

أو باتَ لحظًا في وداعِ جمالِها
لشكا الفراقَ لحسنِها وشكاها

هي طفلةٌ حلّت بريمٍ أهيفٍ
ما كنتُ أعرفُ بهجةً لولاها

والآن قد سَمِعَت بأنّي عاشقٌ
فبدا لها أنّ الهواءَ سلاها

دُفِنَت مع الحزنِ المَريرِ بظُلمةٍ
قد جمّعت في موتِها أشلاها

ماعدتُ أسمعُ أو أرى أثرًا لها
حلمُ الصِّبا عند الصّباحِ رماها

فتَّشتُ عنها كالذي فقد الأنا
فوجدتُ وجدًا غارقًا بحُلاها

بحرٌ من اللّطفِ الكئيبِ بموجهِ
والدّمعُ موجٌ مَدُّهُ ألقاها

ناديتُها أن يا فؤاديَ مالهُ
ذهبَ الرّبيعُ وزهرهُ بصِباها

قالت لعلّكَ أن تكون بحبِّها
متنعِّمًا وبرؤيتي تنساها

طوبى لها من شاعرٍ في حَرفهُ
جناتُ خُلدٍ كنتُ مِن أسراها

وصنعتُ من كلماتهِ في مهجتي
قصرًا من الأحلامِ دون سماها

لكنّه كالحُلمِ كان ولم يزل
ياليتني قد مِتُّ في أحلاها

فأجبتُها هلعًا بزفرةِ دمعةٍ
يا مهجةً فُطِرَت بوهمِ قِلاها

الحُبُّ أنتِ وما سواكِ جهنّمٌ
ماكنتُ أهجرُ جنّةً أحياها

مصطفى محمد كردي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق