ألسْــنا أمـَّـــةً كـنـــــا بِخَيـْـرٍ ... مَلَكـْنـا الكـَوْنَ مَـدّاً للبَصَـــرْ ؟
وَكـُنــا، كُلـَّمـا هـَبـَّتْ ريــاحٌ ... كـَصَخـْرٍ حالـُنا. عِنـْدَ المَـطـَرْ؟
ألَسْـنا مِنْ بِلالٍ، مِنْ صَـلاحٍ ... وَمِـنْ أبْنـاء خالِـدَ، أوْ عُمَــرْ؟
ومِنْ طَـهَ الحَبيبِ، هدى بِدينٍ ... أتى الأعْراب، عَدْلاً، في صُوَرْ؟
فَصارتْ أمَّتي عَهْـداً تَلاشى ... وَتَحْكي عـَنْ زمان قـَدْ غـَبَرْ
رجـوع نحْـوَ جَهْلٍ واخْتلافٍ ... حَصَدْنا دَهْرَنا بُؤْسـاً وَشَــرْ
ظــَلامٌ، وانتقـــامٌ، وَانـْقِسـامٌ ... هـَدَمْـنا رَوْحَنا، حتى الحَجَر
ألـوفٌ فـي رَحيـلٍ كُــلَّ حيـنٍ ... لـُجــوءٌ للمَنـايـــا والحُفـَـــر
وَنَحْـوَ المَوْتِ إنـّا قـَدْ هَجَرْنا ... رَكِبـْنا بالأسـى مَـوْجِِ البحـَرْ
حرفـْنا، وانحرفـْنا، واختلفـْنا ... وَصُرْنـا بالهَـوى قـَلـْباً فـَجَرْ
فـَصُرْنــا أمَّــةً، جـُرَّتْ لـِذَبـْحٍ ... خِرافٌ، كـُلُّ مـَنْ فينا انـْتَحَرْ
لمـاذا الحـالُ: ثـَوْرٌ بَعـْدَ ثـَوْرٍ ... أكـِلـْنا، كـُلـُّنـا مِنـّـا انـْتـَظـــَرْ
مُحالٌ. أنْ يَعودَ الجَذْرُ فينـــا ... وَهَلْ في العودِ غُصْنٌ أوْ ثَمَرْ؟
وَقَدْ ضاعَتْ بِلادي، كُلُّ أرْضي ... فـَهَـلْ يَعْفـو زَماني مــا بـَدَرْ؟
شُعوبٌ، إنـَّنا صُـرْنا سُكارىً ... عَـبيداً للعــدى نـَحْـنُ الغـَفـَرْ
وُلاةُ الأمْرِ فينـا، هـَلْ نَهَجْتُمْ ... نـَثـَرْتــُمْ عِدلكـم فينــا أثـَــرْ؟
وَهَلْ يا سادَتي نَمْضي بِحُكْمٍ ... وَهـَلْ بِالعَـدْلِ يـَأتي المُنْتَظـَرْ؟
فـَصُـرْنـا أمَّـةً تَجْني دُمُوعـاً ... وَصُـرْنا حيــرَةً تَلـقى الحــذر
وَحالي في الهَوى هَمٌّ وَدَمْعٌ ... وَحالي في الأسَى مَوْتٌ حَضَرْ
فهـذي أمَّتـي تـَحْيــا جَحيمـاً ... وَتَرْقى بِالأسى، تـَلـْقى الخَطَرْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للشاعر موسى أبو غليون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق