جَبَلُ الفِرار
رُوْحُ التَّأَمُّلِ في جِرَاحِكَ تُزْهَقُ
و الفِكْرُ يَغْرَقُ والزَّمانُ يُعَلَّقُ
والحَرْفُ يُوْلَدُ صارِخاً لَكِنَّهُ
قَبْلَ الخُرُوْجِ إلى المَسامِعِ يُخْنَقُ
كَمْ تَحْتَ هذا السَّقَفِ مِنْ وَجَعٍ و مِنْ
شَكْوَى يُسابِقُها البْكَاءُ ويَسْبقُ
يا مَشْتَلَ الآمالِ حَسْبُكَ لا تَعَشْ
و نَباتُ أَكْبادِ الأُمُوْمَةِ تُسْحَقُ
و حَدِيْقَةُ الأَطْفالِ مَتْرِسُ قاتِلٍ
و حَبِيْبُها مُتَجَعِّبٌ مُتَبَنْدِقُ
و أَخُ العَصا والحَرْبُ تَلْحَقُهُ، على
جَبَلِ الفِرارِ مِنْ الرَّدى يَتَسَلَقُ
و يَرى حَفِيدَتَهُ اليَتِيْمةَ عَدْوَها
بِالإلْتِفاتِ لِعَجْزِهِ يَتَعَوَّق
و تَعُودُ تَدْفَعُهُ و ما مِنْ قُوَّةٍ
في جِسْمِ عُصْفُورِ يَصِيحُ و يَشْهَقُ
فيَصِيْحُ..لا.. لا.. يا بُنَيَّتيَ اسْبقي
خَوْفاً و لَكِنَّ القَذِيْفةَ أسْبَقُ
و هُناكَ،في تِلك الطَّرِيْقِ حَقِيْبَةٌ
مَرْمِيَّةٌ و مَضلَّةٌ، و مُمَزَّقُ
و مُصابَةٌ كانتْ تَنُوءُ وخَطْوُها
حُلْمُ بِوَقْفِ الحَرْبِ لا يَتَحَقَقُ
و على التَّلَفُّتِ والرَّجاءِ بِمُنْقِذٍ
هَلَعٌ و طائرَةٌ عَلَيْهِ تُحَلَّقُ
وَطَني، أ تَعْلَمُ؟ مُنْذُ وُطِئْتَ،جَرِيْمَةً
إلَّا البَرَاءَةَ تُسْتَباحُ و تُحْرَقُ
أَوْ أَنْ نُبادَ لِأَجْلِنا،و بِرْغْمِنا
أنَّ المُبِيْدَ يَقُوْلُ ذا و نُصَدِّقُ
أَوْ أَنْ نَجُوعَ و لَمْ يَكُنْ في جُوعِنا
سَبَبُ و ليس وَرَاءَهُ المُتَصَدِّقُ
ما أَكَبْرَ المَأْسَاةَ واللَّيْلُ الّذي
يَغْشَاكَ في لُجَجِ المَوَاجعِ يَغْرَقُ
و صَباحُكَ المَسْرُوقُ خَلْفَكَ شارِقٌ
و نَشاطُكَ المَأْلُوفُ فَوْقَكَ مُطْرِقُ
هذي هِيَ الحَرْبُ التي هِيَ نُفْسها
في وَجْهِ أصْحابِ السِّياسَةِ تَبْصُقُ
هشام باشا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق