الأحد، 9 يوليو 2017

جَبَلُ الفِرار بقلم هشام باشا

جَبَلُ الفِرار
رُوْحُ التَّأَمُّلِ في جِرَاحِكَ تُزْهَقُ
و الفِكْرُ يَغْرَقُ والزَّمانُ يُعَلَّقُ

والحَرْفُ يُوْلَدُ صارِخاً لَكِنَّهُ
قَبْلَ الخُرُوْجِ إلى المَسامِعِ يُخْنَقُ

كَمْ تَحْتَ هذا السَّقَفِ مِنْ وَجَعٍ و مِنْ
شَكْوَى يُسابِقُها البْكَاءُ ويَسْبقُ

يا مَشْتَلَ الآمالِ حَسْبُكَ لا تَعَشْ
و نَباتُ أَكْبادِ الأُمُوْمَةِ تُسْحَقُ

و حَدِيْقَةُ الأَطْفالِ مَتْرِسُ قاتِلٍ
و حَبِيْبُها مُتَجَعِّبٌ مُتَبَنْدِقُ

و أَخُ العَصا والحَرْبُ تَلْحَقُهُ، على
جَبَلِ الفِرارِ مِنْ الرَّدى يَتَسَلَقُ

و يَرى حَفِيدَتَهُ اليَتِيْمةَ عَدْوَها
بِالإلْتِفاتِ لِعَجْزِهِ يَتَعَوَّق

و تَعُودُ تَدْفَعُهُ و ما مِنْ قُوَّةٍ
في جِسْمِ عُصْفُورِ يَصِيحُ و يَشْهَقُ

فيَصِيْحُ..لا.. لا.. يا بُنَيَّتيَ اسْبقي
خَوْفاً و لَكِنَّ القَذِيْفةَ أسْبَقُ

و هُناكَ،في تِلك الطَّرِيْقِ حَقِيْبَةٌ
مَرْمِيَّةٌ و مَضلَّةٌ، و مُمَزَّقُ

و مُصابَةٌ كانتْ تَنُوءُ وخَطْوُها
حُلْمُ بِوَقْفِ الحَرْبِ لا يَتَحَقَقُ

و على التَّلَفُّتِ والرَّجاءِ بِمُنْقِذٍ
هَلَعٌ و طائرَةٌ عَلَيْهِ تُحَلَّقُ

وَطَني، أ تَعْلَمُ؟ مُنْذُ وُطِئْتَ،جَرِيْمَةً
إلَّا البَرَاءَةَ تُسْتَباحُ و تُحْرَقُ

أَوْ أَنْ نُبادَ لِأَجْلِنا،و بِرْغْمِنا
أنَّ المُبِيْدَ يَقُوْلُ ذا و نُصَدِّقُ

أَوْ أَنْ نَجُوعَ و لَمْ يَكُنْ في جُوعِنا
سَبَبُ و ليس وَرَاءَهُ المُتَصَدِّقُ

ما أَكَبْرَ المَأْسَاةَ واللَّيْلُ الّذي
يَغْشَاكَ في لُجَجِ المَوَاجعِ يَغْرَقُ

و صَباحُكَ المَسْرُوقُ خَلْفَكَ شارِقٌ
و نَشاطُكَ المَأْلُوفُ فَوْقَكَ مُطْرِقُ

هذي هِيَ الحَرْبُ التي هِيَ نُفْسها
في وَجْهِ أصْحابِ السِّياسَةِ تَبْصُقُ

هشام باشا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق