الأربعاء، 19 يوليو 2017

فَـريدَةُ عَصْرِها بقلم بشير عبد الماجد بشير

فَـريدَةُ عَصْرِها 
****
لِـعَـيـنَيْكِ مِــنَّـا أنْ نَــصُـوغَ الـغَـوَالِيا
ولـلـشِّـعْرِ مِــنَّـا أنْ نُـجـيدَ الـقَـوافـــِيا

ويـــا أنـــتِ مـــا عَـيْـنَـاكِ إلَّا بَـقِـيَّـةٌ
لِـبـابِـلَ فـيـها الـسِّـحْرُ لا زالَ بـاقِـيـا

ويـــا أنـــتِ مــا عَـيْـناكِ إلَّا كَـمَـائِمٌ
تَـفَـتَّـقْــنَ عـــن نَــوْرٍ تَـبَـسَّمَ زاهِـيَـا

ويــا أنــتِ تَـهـواكِ الـنُّفوسُ وتَـتَّقي
سِهاماً لَدَى الأحْداقِ تُرْدِي الخَوالـيا

ويــا أنـتِ قـد تَـاقَتْ عُـيوني لِـنَظْرةٍ
يَـظَـلُّ صَـداها فـي الـمشاعِر دَاوِيَـا

ويــا أنــتِ مــا قـلـبي بِــأوَّلِ راهِـبٍ
تَـنَـسَّكَ فـي مـحْرابِ عَـينَيكِ جَـاثِــيا

إذا لَـمَـحَتْ عَـينايَ عَـينيــكِ أبْـصَرَتْ
مَــصـارِعَ عُـشَّـاقٍ أطـاعُـوا الأمـانِـيَا

ويــا أنــتِ أهْــدابُ الـعُـيونِ طَـويلَةٌ
كــأرمـاحِ قَـــومٍ يَـعْـشَقونَ الـعَـواليا

ويــا أنــتِ تُـشْقيني جُـفُــونُكِ كُـلَّما
أرَدْتُ اجْـتِلاءَ الـعَيْنِ لمْ تَشْفِ ما بِيَا

ويا أنتِ ليسَ الحسنُ عَــاراً لتُطْرِقي
بـعَينيكِ خَـوفاً وارفَـعِي الرأْسَ عَاليا

وخَـلّـي عُـيــونَ الـنَّاس تـرتاد عـالَمَاً
مــن الـسِّحْرِ فَـيَّاضاً بـعَينَيكِ ضَـاحيَا

ويــا أنــتِ فـي عَـينيــكِ دُنْـيا أُجِـلُّها
عـن الوصفِ حتَّى لو أجَدْتٌ المعانيا

ولـو أنَّـني أسْـطيعُ صَـوَّرْتُ سِحْرَها
بِـشِـعــرٍ يَـظَلُّ الـدَّهْــرَ لـلنَّاسِ سَـاقِيا

ويــا أنــتِ عَـفْواً قـد تَـطاولْتُ إنَّـني
أرى الشِّعْرَ لا يُبْدي العُيون كما هِيَا

ولـكِـنَّني يــا أنْــتِ صَــبٌّ يَـلَـذُّ لـي
قـصيدِيَ فـي الـعينينِ مَـهْما بَدا لِيَا

فــإِنْ تـقـبَلي مِـنِّـي فـأنْـتِ كَـريمَةٌ
وإلَّا فإنِّـي لـسـتُ بالـشِّعرِ راضِـيَا

ويا أنـتِ لـو قُـلْـنا فَـريدَةُ عَـصْرِها
يَـلـومُ أُنـاسٌ كـيفَ نُـبْدي الأسـامـِيا

ويـا أنـتِ مـا سِـرٌّ على النَّاسِ حُبُّنَا
لِـعَينيكِ إِنَّـا نَـعْشَقُ الـطَّرْفَ سَـاجِيا

ويـا أنـتِ قـد بُـحْنا وفي البَوحِ راحَةٌ
لأَرْواحِــنـا الَّــلائـي بَـلَـغْـنَ الـتَّـرَاقِيا

***
بشير عبد الماجد بشير 
السُّودان

هناك تعليق واحد:

  1. شكري وتفديري لأسرة تحرير مجلَّة المدى والتّحيّة للدكتور ثائر السّامرَائي .

    ردحذف